Admin المدير
عدد المساهمات : 1955 تاريخ التسجيل : 09/11/2012 العمر : 33 الموقع : https://khenchelauniv.roo7.biz/
| موضوع: رســالة ماجستيـر بعنــوان : الارهاب في القانون الدولي ( دراسـة مقارنـة ) الخميس يناير 10, 2013 5:29 pm | |
| الســـلام عليكم ورحمــة الله وبركـاته إستكمـالاً لمنهاج عرض كل ما هو مفيد في الساحـة القانونيــة أحضرت لكم اليوم رسـالـة ماجستير تفيد القانونين في مجال الإرهـاب الدولي
الارهاب في القانون الدولي
دراسة قانونية مقارنة اطروحة مقدمة أستكمالاً لمتطلبات الحصول على درجة ماجستير في القانون العام اعداد حسن عزيز نور الحلو اشراف البروفيسور جلال خضير الزبيدي هلسنكي – فنلندا 1427هـ ــــ2007 م الفهرس الاهداء 5 المقدمة 6 الفصل الاول: المعايير القانونية لطبيعة ومفهوم الارهاب 13 المبحث الاول – مدخل قانوني وتاريخي لمفهوم الارهاب 23 المطلب الاول – تعريف الارهاب لغة واصطلاحا 26 المطلب الثاني – المحاولات الفقهية والقانونية لتعريف الارهاب 35 المبحث الثاني – الاسس القانونية لتحديد مفهوم الارهاب 72 المطلب الاول – العنف اللامشروع والمنظم ضد الابرياء 75 المطلب الثاني – الدوافع على القيام بالاعمال الارهابية 88 المطلب الثالث – المصادر الفعلية للارهاب 105 المطلب الرابع – الارهاب والجرائم المستحدثة 120 الفصل الثاني: التداعيات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية واثرها في النشاط الارهابي 155 المبحث الاول – الارهاب واثره على الامن وحقوق الانسان 164 المطلب الاول – حقوق الانسان والتطور الدولي 168 المطلب الثاني – حقوق الانسان في الاسلام 180 المطلب الثالث – علاقةالامن وحقوق الانسان بالارهاب 198 المبحث الثاني – اشكالية التطرف السياسي والديني وعلاقته بالارهاب 205 المطلب الاول – التطرف لغة واصطلاحا 206 المطلب الثاني – موقف الاسلام من التطرف 214 البند الاول – الاسلام والسلم 215 البند الثاني – الاسلام وحوار الاديان 220 البند الثالث – الاسانيد العامة للتطرف في الحركات الاسلامية 226 الخاتمـــــــــــــــة 231 المصادر 237
مقــدمــة الرســالــة بسم الله الرحمن الرحيم (رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي) الارهاب ظاهرة مقيته ولدت منذ ولادة المجتمعات الانسانية وتطورت كما الظواهر الاخرى مستفيدة من التقدم العلمي لتفعيل اساليبها ووسائلها. نتيجة لذلك تعددت اهدافها وتوسعت جغرافيتها لتشمل العالم باسره ، دونما تمييز بين الدول المتقدمة او التي في دور النمو، وسواء كانت الدولة فقيرة او غنية، او انها تطبق النظام الديمقراطي او غيره من الانظمة. بحيث بات وقوع العمل الارهابي في اية دولة محتملا، ولم تعد القوة مانعا لوقوعها. وكان من بين اهدافها ماهو سياسي ووسيلة تحقيقه نشر الرعب والذعر باستهداف المدنيين وغيرهم للضغط على السلطات القائمة لتغيير مواقفها والرضوخ لمطالب الارهابيين. وبالتالي فقد فرضت نفسها على المسرح الدولي فشغلت صناع القرار وعلماء السياسة والقانون وغيرهم كلا حسب اختصاصه. دار سجال عنيف حول الظاهرة واكتسب عنفه من عنف الظاهرة نفسها وتلاقحت اراء فيما تصارعت اخرى. وكل راي لايصدر مجردا من خلفيته الثقافية والاجتماعية والسياسية والمنهل الذي منه ينهل وبه يتاثر ، حول مفهوم الارهاب وماذا يشمل من اعمال. وهنا تكمن مشكلة الدراسة في بيان ماهية الارهاب من حيث تقديم مفهوم محدد له. وهذا البعد يتصل بالجانب النظري لغياب مفهوم عالمي يحدد ما هو الارهاب بسبب اختلاف الأطر الأيديولوجية وتضارب المصالح الدولية التي تنتفي معها الحيادية في تفسير الظاهرة الارهابية. اضافة الى ان الارهاب قد استفاد من التطور التكنولوجي مما ادى الى ظهور اشكال غير تقليدية من الاعمال الارهابية. كأستعمال وسيلة الانترنت التي لا تتطلب من الارهابي ان يستعمل بعض الاسلحة التقليدية. كما انه ليس بحاجة الى ربط الاحزمة الناسفة على جسمة، انما يستطيع وهو في بيته ان يدخل على شركة ما ليسبب لها أضرارا كبيرة. هذا التعقيد في التقنية صاحبة تعقيد في تحديد الظاهرة وتعقيد في اسلوب المكافحة. وان استمر الحال على ماهو عليه فسيكون من المتعذر تحديد المعايير التي ينبغي الاستناد عليها لتحديد مفهوم الارهاب. كان من نتيجة ذلك ان توسع البعض في مفهوم الارهاب حتى شمل حق الشعوب في الدفاع عن استقلالها وسيادتها الذي نصت عليه المواثيق الدولية. فيما ضيّق البعض الاخر من مفهومه حتى اخرج منه ما توجب الاديان والشرائع الدولية ادخاله فيه. كما وصلت الحالة ببعضهم ان ينسبه الى هذا الدين او ذاك او الى هذه الامة او تلك. والاشد وقعا على النفس ان تصدر الاراء على شكل تصريحات من مسؤليين كبار. ولا ننسى ماصرح به الرئيس الامريكي جورج بوش الابن عندما اعلن حربا على الارهاب رافعا لوائها بنفسه بعد تقسيمه العالم الى محورين، محور الخير ومحور الشر، وسمّى اعضاء محور الشر لبعدها عن الفلك الامريكي. عندها وصف حربه بالحرب الصليبية. وصف يحمل معناه الذاتي عند قائله وسامعه، وبنفس الوقت يحمل المعنى الموضوعي لانه جاء متفقا مع ما حصل اثناء الحروب الصليبية التي دارت رحاها بين المسلمين والصليبيين وكانت الغلبة فيها للمسلمين. وان استدرك معتذرا فقد عبر عما يختلج في نفسه وما يدور في خاطره. وقال شتينبرغ وهو خبير الارهاب الالماني التابع لمكتب المستشار غيرهارد شرويدرفي مقابلة له مع صحيفة القبس الكويتية من ان الارهاب (ظاهرة عربية وليست اسلامية) ودلل على صحة رايه بان في المانيا الاف من المسلمين العرب والاتراك وفقط المسلمون العرب يتبنون الحركات الارهابية. نجد في المقابل من يدفع التهمة عن نفسه ويقر بوجود الظاهره المرضيه التي تنخر في جسم المجتمع الدولي، وينفي ولادتها وهويتها العربية. كما انها ليست صناعة اسلامية ولم تخرج من رحم هذا المجتمع اوذاك. انما هي وليدة نوعين من العوامل. العوامل الاولى خارجة عن النفس الانسانية وضاغطة عليها وهي العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها. والثانية ولها علاقة بالاولى، حيث تؤثر عليها وتتأثر بها، وتتمثل في صراع القوى في كل نفس بشرية. صراع يقود الانسان الى طريق الخير او يقحمه مهالك الشر. ويظهر ذلك واضحا في القرآن والتاريخ. اما القرآن فيبدو ذلك في المحاورة بين الله سبحانه وتعالى وبين الملائكة حول خلق الانسان (واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة) (البقرة:30) جاء استفهام الملائكة (اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء)(البقرة:30) هنا سكت القران عن الجواب فيما يتعلق بسفك الدماء والافساد. مما يدل دلالة واضحة على ان هذا الخليفة من شانه ذلك. اي ان الله سبحانه وتعالى اقر الملائكة على فهمهم لهذا الخليفة وان من طبعه القيام بالافساد وسفك الدماء، كونه مختارا في سلوك طريق الخير او الشر. وبمعنى اخر ان للانسان كمال هو هدفه الاسمى وغايته النبيله وهو بالغه ان هو سعى اليه بجدية وبذلك يكون قد حقق تزكية نفسه وسعادتها وفوزه وفلاحه. وان له نقصا عليه تجنبه لان فيه خسرانه وخيبته. وذكر القرآن هذا صراحة في قوله تعالى(ونفس وما سواها، فالهمها فجورها وتقواها، قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها).(الشمس:7– 10). هي اذن القوى في النفس الانسانية تقود الانسان الى الكمال او النقص. وهذه القوى كما يراها اهل الاختصاص هي: 1. قوة عقلية ملكية وظيفتها التمييز بين الخير والشر،والامر بفعل الخير واجتناب فعل الشر. 2. قوة غضبية سبعية وتصدر عنها افعال السباع من غضب وتوثب على الناس. 3. قوة شهوية بهيمية ، وافعالها افعال البهائم لايهمها الا الفرج والبطن. 4. قوة شيطانية وتمارس المكر والحيل والخداع (النراقي:ج1، 1963). وصف افلاطون الصفتين الثانية والثالثة بقوله(اما هذه،–اي السبعية– فهي بمنزلة الذهب في اللين والانعطاف. واما تلك، اي البهيمية، فهي بمنزلة الحديد في الكثافة والامتناع) ثم قال (فمن لاتطيعه الواهمة والشهوية في ايثار الوسط ، فليستعن بالقوة الغضبية المهيجة للغيرة والحمية حتى يقهرهما)(المصدر السابق). من هنا يتبين ان الصراع بين القوى داخل النفس لابد ان يؤدي الى غلبة احداهن وبالتالي خضوع الانسان لاوامرها و الاخذ بيده الى طريق الخير وهو الكمال الذي وجد الانسان من اجله وتتسامى به ليكون هو الخليفة الذي اراده الله سبحانه ليعمر الارض. او يقوده الصراع الى الشر وهو النقص الذي يهبط به الى مرتبة الحيوان. لذلك لانجد خطابا واحدا في القران للجميع، انما خطابان لنوعين من الناس.الاول [ قال ربي بما اغويتني لأُزينن لهم الارض ولاغوينهم اجمعين الاعبادك منهم المخلصين](الحجر:39– 40) والخطاب الثاني [ ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا](الفرقان:44). اما التاريخ فصفحاته مليئة بالاعمال الجرمية منذ ولادة الانسان وتكاثره وتعارض مصالحه. وما قتل هابيل قابيل الا بدافع من الانانية حيث تُقبل من اخيه ولم يُتقبل منه. وتوالت بعد ذلك الجرائم على الانبياء والمصلحين واتخذت اشكالا متعددة. فابراهيم (ع) تعرض للتحريق والقتل فانجاه الله. ومافُعل بيحيى وزكريا وبقية الانبياء والمصلحين. ان دل هذا على شئ فانما يدل على ان الارهاب مورس من قبل الطبقات المتنفذة في المجتمعات. اضافة الى ذلك عرف الارهاب كصناعة يهودية حينما مارسته جماعة تطلق على نفسها (السيكاريون)في بداية التاريخ الميلادي. وهي جماعة منظمة تنظيما عاليا قامت باعمال خارجة عن الاعراف والتقاليد فشنت هجماتها وضح النهار مستغلين الاحتفالات والاعياد. واحرقت الغلال واتلفت المحاصيل الزراعية مستعملين سيف قصير يخبئونه تحت ملابسهم يطلق عليه سيكا (كمال سينغ،1996). قطع الارهاب شوطا بعيدا واستفحل امره ابان الثورة الفرنسية (1789–1793) حيث الاعمال التي اجتاحت فرنسا من زحف على السجون بتاريخ 2/9/1792وما حصل فيها من مجازر. وبعد مرور سنة على مجزرة السجون عقد مؤتمر وطني رفع فيه شعار حان الوقت لارهاب المتآمرين على النظام. في عام 1793تم الاستيلاء على السلطة بزعامة (ماكسملان روبسبير)عن طريق العنف. فظل الارهاب وسفك الدماء مستمرين طيلة تلك الفترة حتى وصفت هذه الفترة بانها بداية الارهاب المعروف في الوقت الحاضر(العكرة،1993). كما اجتاحت الولايات المتحدة الامريكية ومنذ تاسيسها موجات من العنف مورست ضد السكان الاصليين (الهنود الحمر)وحتى بدايات القرن العشرين مما ادى الى ظهور حركات ارهابية منها: 1- الحركات التي استهدفت العباد في الكنائس والاديرة في ولايتي فلادفيا ونيويورك. 2- العنف بين المنادين بالغاء الرق والمؤيدين له. 3- ما قامت به بعض جماعات البيض (الكوكلوكس)من اجتياح لمعاقل السود. اما الارهاب الذي مارسته اسرائيل ولا تزال ضد الفلسطينيين فمصاديقه كثيرة وما صبرا وشاتيلا وجنين الا شواهد قليلة من جرائم كثيرة مورست ضد شعب اعزل لاينشد الا حقه على ارضه. ولم يقتصر الارهاب الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني بل تعداه الى الشعب اللبناني وكانت ابشع جرائمة ماحدث في قانا حيث انهالت عناقيد غضبه على الامنين الذين ظنوا خطأ بان مقر الهيئة الدولية سيحميهم من البطش الاسرائيلي. من هنا تتضح اهمية الموضوع والاهتمام العالمي بهذه الظاهرة، سيما بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر التي هزت امن القوة العظمى، فشنت حربا لاهوادة فيها سماها البعض الحرب الكونية الثالثة. حيث لم تتعرض امريكا في تاريخها الى ما تعرضت اليه عام 2001. فأصبح التاريخ المذكور فاصلا بين حقبتين من الزمن قبل تلك الاحداث وبعدها. ولكن رب ضارة نافعة حيث استغلت امريكا الحدث اسوء استغلال لتنفيذ اطماعها في العالم كي تصبح وكما يريدها المحافظون الجدد الامبرطورية الجديدة. وبعد ان اتضحت النوايا الامريكية انقسم العالم الى فسطاطين الاول مع امريكا والاخر في مواجهتها. نتيجة لما يحققه الارهاب لامريكا الجديدة فانها وقفت عائقا يحول دون الوصول الى تعريف موحد له ومتفق عليه دوليا. واذا كان السبب في ذلك قبل احداث الحادي عشر من سبتمبر هو الخلط بين الارهاب وحق الشعوب في الكفاح المسلح الذي ضمنته الشرائع السماوية، واهتدت بها الدول فضمنتها ميثاق الامم المتحدة وغيرها من القوانين الدولية. وحجة الولايات المتحدة في ذلك ان الشعوب تستطيع الحصول على حقوقها بالطرق السلمية وبدون استخدام القوة. اما السبب لما بعد الاحداث فيتمثل ان لامريكا عدوا وان عليها محاربة هذا العدو، وبهذا يصبح الارهاب هو العدو للولايات المتحدة وكأنها البلد الوحيد الذي تضرر من الارهاب وكأنه لم تشارك يوما في صناعة هذا الوباء. حرصت ان تخرج الدراسة متكاملة تتناسب واهمية موضوعها . والباحث يرغب في طرح افضل ماعنده ولذلك فاني وكما أراها الان على الاقل كاملة. يقول الحكيم الصيني صن تزو( لو مكثنا ننتظر الكمال لما فرغنا من كتابنا هذا الى الابد). هذه المحاولة ماهي الا الخطوة الاولى ، ولا اشك لحظة انها بحاجة الى التسديد والتصويب والتأييد، لان النقص من سمات الانسان ، واسعى لاكمال النقص بفضل توجيهات من ينبهني عنها ويدلني عليها . منهج الدراسة هو المنهج الوصفي ( التحليلي المقارن ) وهو كما تعلمون منهج يعتمد على دراسة الظاهرة كما توجد في الواقع ويهتم بوصفها وصفا دقيقا. والمقارنة بين الشريعة الاسلامية والفقه الوضعي وبعض القوانين والانظمة العربية والاجنبية في النطاق الداخلي، وعلى الصعيد الدولي في اطار المعاهدات والمواثيق الدولية. الهدف من هذه الدراسة معرفة ما اذا كان هناك مفهوم قانوني للارهاب او ان له مفهوم سياسي فقط. وهل يشكل جريمة قانونية– حيث لاجريمة ولا عقوبة الابنص– او انه من العوامل التي تشدد العقوبة على عمل جرمي معين؟. اضافة الى تناول الجهود الدولية والاقليمية والوطنية لتعريفة والتفرقة بينه وبين المقاومة. هذه الاسئلة وغيرها سيتم الاجابة عليها في الفصل الاول. ونتيجة لاسباب مختلفة ومنها اقتصادية واجتماعية وسياسية، كان للارهاب اثره على هذه النواحي من الحياة وكان وقعه اشد على الجانب السياسي، لما تسبب فيه هذا الجانب من خلق طبقة اتخذت من الارهاب وسيلة لتحقيق اهدافها بعد ان عجزت عن تحقيقها بالكلمة وبعد ان اغلقت الحكومات كل منافذ الحوار. وتم تناول هذه المطالب في الفصل الثاني. بما ان للارهاب هدف مرحلي هو التخويف والترهيب والقتل فان لهذه الاعمال اثارها السلبية على حقوق الانسان وهو ما ستتناوله الدراسة. وفي الجزء الاخير منها نلقي نظرة على مقدمات الارهاب فهو كغيره من الظواهرلابد لها من مقدمات. وموقف الاسلام من هذه المقدمات ومن الحركات التي تتبناها وهو ما نختم به البحث. وبالله التوفيق | |
|