إضــــ(10)ــاءات ... أسطّرها لطلاب السنة الأولى
بدايةً ...
أرحب بأحبابي و إخواني و زملائي الجدد في هذه الكلية العتيدة
و أقول لكم ألف مبارك لنجاحكم و تفوقكم في المرحلة الثانوية
هذه
كلمات و اضاءات أسوقها بين أيديكم بدافع الحب و الأخوّة , كتبتها لما
رأيته من أهميتها في حياة كل طالب سدّد الهدف فرسم الطريق و سار عليه
قد أكون أطلت في هذا الموضوع , لكني حاولت الاختصار و عدم التوسع قدر المستطاع
بالرغم من ذلك فاني أرى أن الموضوع من الأهمية بمكان يستحق دقائق من وقتكم لقراءته , علّه يجد قلبًا صادقًا و عقلا واعيًا ...
1) إنها خطوة على بداية الطريق :
بعد بذل هذا الجهد الكبير للوصول إلى حلمكم القديم الحديث – دخول الطب
و بعد أن وضعتم قدمكم على بداية الطريق
تذكروا ... أنكم الآن بدأتم الطريق
و من رسم طريقه قبل السير عليها ثم توكل على الله لا بد أن يصل
2) ألِس في بلاد العجائب :
ذات يوم كانت ألس تسير في إحدى الطرق لغابة خضراء في بلاد العجائب
لكنها وقعت في حيرة و دهشة عندما رأت مفترق طرق فلم تعرف من أين تسير
فرأت أرنب فقالت له : أين الطريق ؟
فأجابها : كلمة هامة تغيب عن أذهاننا , كلمة لا بد أن نضعها نصب أعيننا بالرغم من بساطتها .
و قال : إلى أين تذهبين ؟ ...
فأجابت : لا أعرف
فقال لها : طالما أنك لا تعرفين، فامشي في أي طريق ، فلا فرق، يا آليس يجب أن تعرفي إلى أين أنت تذهبين.
إذاً ... بداية علينا تحديد الهدف , لنعلم أي الطرق نسلك :
لماذا نتعلّم ؟ و لماذا دخلت كليتك ؟
- هل كان هدفك المال , الشهرة , المنصب ....
- أم تريد تحقيق ذاتك و إرضاء ربك و نصرة دينك و الدفاع عن أمتك .
و بتحديد هدفك و نيتك , يتحول العلم إلى ( عادة , عبادة , معصية ) ؟
3) هل بجدّك وحده ...
لا شك أنك قد سألت نفسك , هل جهدي وحده كان كافيًا لتحصيل هذه العلامات
أم كان عون الله و توفيقه عاملًا هامًا في نجاحي و إبداعي ..
فالمعدلة المعروفة : ( إن تدرس تنجح ), أظنها ناقصة عمليا في الكثير من الحالات
بل هي ( إن تدرس--> إرضاء الله بالأخذ بالأسباب --> توفيق الله و النجاح )
فلنكن مع الله في حياتنا كلما ... مثلما كان معنا في البكالوريا , فوفقنا و أكرمنا و ييسر لنا الطريق
لنكن مع الله و لنصدق النية معه ...
فبنياتنا الخالصة الصادقة , تصبح دراستنا عبادة , و ذهابنا الى الجامعة عبادة , و عاداتنا كلها تصبح عبادة .
لذلك جدد نيتك و سيكرمك الله و ستنال ثواب ما قدمت في الدنيا و الآخرة .
4) غاية أم وسيلة :
علينا أن ندرك أن الدراسة و الحصول على أعلا الشهادات وسيلة و ليست غاية في ذاتها
نعم .. إنها وسيلة للغاية الكبرى التي خلقني الله من أجلها ألا و هي عبادة سبحانه
وسيلة لخدمة ديني و الارتقاء بأمتي و الدفاع عن مبدئي ...
5) الرغبة بالتفوق و التميز :
لا تكتفي بآمال تقتصر على النجاح و الترفع من سنة لأخرى
بل كن ذا طموح ينافس النجوم برفعتها و السماء بعلوها
لتصبح بحق .. نموذجًا للطالب المبدع الذي كانت صلاته و عبادته زادًا له على طريق علمه و تفوقه
و تذكر أخي و أختي ..أن الدراسة و طلب العلم قوة و إعداد
قال
تعالى : "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ
رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ "
و تنكير كلمة (قوة) يفيد الشمول و التعدد , فيشمل الاستعداد قوة البدن و قوة العلم والثقافة , قوة العقيدة و قوة السلاح ..
6) احذر الإشاعة :
اعتدنا في هذه الكلية على موضوع الإشاعات التي أحذر منها إخواني
ففي يوم تسمع من يقول السنة الفلانية لا يمكن الحصول فيها على معدل عال
و آخر يقول المادة الفلانية صعبة كثير
و آخر يقول المادة الفلانية دورات فقط
و بالتالي كل سنة تقع بأخطاء التي قبلها , و كل طالب يحصد التجارب الفاشلة من سابقيه ..
لكن هل معنى ذلك أن أصم أذني عن النصائح ؟ لا
بل استمع للجميع , و لكن ... خذ ما صفا و اترك ما كدر و قرر بنفسك , لأنك وحدك من سيحمل نتيجته .
7) من تصاحب ؟!!
لنحسن اختيار أصحابنا لأن الصحبة بابٌ كبير من أبواب الخير أو الفساد
قال صلى الله عليه و سلم : ( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل )
و قال أيضًا : (إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير .. )
فأصحابنا في الدنيا لا تستمر صداقتنا معهم إلا إن اجتمعنا على التقوى و طاعة الله
قال تعالى : " الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ "
و في يوم القيامة سيتبرأ الانسان من صاحب السوء الذي أضله ول ميكن عونًا له على الخير .
قال تعالى : " وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا *
يَا
وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ
أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ
لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا "
أخصب فترات العمر :
قد يقول قائل أن الوقت في كليتنا ليس ملكًا لنا , فالمنهاج كبير , و الدراسة تحتاج وقت طويل , و ...
لكن في الواقع ... هذه الأيام لن تتكرر و لن يأتي بروعتها مثيل , لا في الاختصاص و لا بعده
بل هذه السنوات المعدودة أراها أروع سنوات حياتنا ... لأننا ...
نملك
الوقت , و الصحة , و القوة , و الشباب , و الإدراك , و الشخصية الواعية , و
الكثير ... فهل يتوفر ذلك في غيرها من مراحل الحياة !
و بإمكاننا الجمع بين الكثير من أبواب الخير ... دراسة و تفوق , بحث و ثقافة و اطلاع , قراءة مراجع , نشاطات تطوعية ...
و قد خص الله سبحانه مرحلة الشباب بالذكر في كتابه العزير فقال :
" إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى "
" يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا "
و هذه المرحلة أساس الحياة ففيها تصقل شخصية الإنسان و يؤسس نفسه و من شبّ على شيء شاب عليه .
6) لا تبق وحيدًا :
ابحث عن صديق صدوق , أخ ناصح , يدلك على الخير و يفتح لك أبوابه
فتكونوا اخوة متحابّين في الله , ليظلكم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله , و تقي نفسك من الانحراف في حياتك الجامعية
قال صلى الله عليه و سلم : ( فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية )
و قال أيضًا : ( الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب )
9) لا تنسَ غاية وجودك !
لقد خلقنا الله عز و جل لغاية عظيمة جلية ألا و عي عبادته سبحانه و عمارة أرضه التي خلقنا فيها و رزقنا منها
فلا ينبغي لعاقل أن يسير في أرض خالقه و يأكل من رزقه و يحيا من فضله , ثم يعصيه سرًا أو علانية , أو يترك أمره و ينسى طاعته
فتوفيقنا و نجاحنا في حياتنا مرتبط ارتباطًا وثيقًا بطاعتنا لربنا و أداء ما أمرنا به و اجتناب ما نهانا عنه
فنؤدي صلاتنا ندعو ربنا و نغض بصرنا و أسماعتنا عن الحرام
و بذلك ننال السعادة الحقيقية في الدارين الدنيا و لآخرة
قال تعالى : " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "
10) احذر خطوات الشيطان :
قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ "
أخي كن على علم أن الشيطان لن يأتيك بصورته القبيحة التي اعتدنا رؤته بها بالرسوم المتحركة و التلفاز
فقد يأتيك بصورة رجل ناصح أو صديق أو ...
فيأخذك خطوة بخطوة دون أن تشعر الخطر الذي تقترب منه و يوقعك فيه
فاحذر خطواته و مسالكة و أبوابه و دعاته .
و تذكر أن السمع يجر ما بعده , و النظر يجر ما بعده , و اللمس يجر ما بعده
و أن معظم النار من مستصغر الشرر ...
فلنغلق الطريق عليه و لنصم أسماعتنا عنه و لنعرض عن دعاته .
و في الختام ...
أعتذر عن الإطالة التي لن أكررها في مواضيع قادمة
و أسأل الله لي و لكم النفع من هذه الكلمات , و أن تكون حجة لنا لا علينا