تاريخ الفكر السياسي:
الجذور البعيدة للفكر السياسي :
ـ أ الإطار السياسي : تقع بلاد الإغريق في الجزء الجنوبي لشبه جزيرة البلقان ، تميز الإغريق بالوحدة والانقسام في فترات مختلفة
بالنسبة للوحدة : أدرك الإغريق منذ القديم أنهم يشكلون وحدة أو مجموعة أو تختلف عن باقي العالم
كما تتجلى هذه الوحدة في الحروب التي قادها الإغريق ضد الفرس هذه المجموعة
المتحدة ليست متحدة المعالم ، حيث لا نستطيع القول أن كانت مقدونيا تنتمي
إلى هذا العالم او المجموعة ام لا
بالنسبة للانقسام : العالم الإغريقي منقسم الى مدن ذات سيادة واستقلالية
سياسية بل انها متنافسة فيما بينها وتنشا بينهما الحروب ويمكن ان تقيم
تحالفات في فترات معينة لكن في غالب الأحيان تكون ظرفية ومن بين اشهر هذه
المدن (أثينا –بيسيالطا قيواس – مدينة أراقوس)
هذه الانقسامات والتحالفات بلغت ذروتها في حروب البولينوناس بين 431 ق,م الى 404 ق م
وأدى هذا الصراع تاريخيا الى انحطاط هذه المدن على حساب مقدونيا .
-ب الدولة المدينة : المدينة اليونانية مستقلة سياسيا ومن ثم فكل مدينة بها
نظمها الخاصة في الحكم والتشريع والجيش والمجموعة البشرية ،و حتى التنظيم
الاقتصادي ،وقد تتبع هذه المدينة القرى القريبة منها والسهول وقد تكون بعض
مدن الدول أوسع مساحة ، البعض الآخر وعليه فالمدينة الإغريقية عبارة عن دول
صغيرة مشكلة من مدينة ومناطق ريفية محيطة بها وهذا ما سيغلب تناقضات بين
المصالح الحضارية والمصالح الريفية، في المدن الإغريقية المواطن هو الوحيد
الذي يحق له المشاركة في الحياة السياسية ، السكان الآخرون لا يلعبون أي
دور رسمي في الحياة السياسية وهو حال العبيد الأجانب النساء والأطفال ،
فالمواطن الأثيني مثلا وهو مولود من أب و أم أثيني .
تختلف المدن الأثينية من حيث نمط الحكم وطبيعة الحياة السياسية .
النظام الإسبارتي :أما أثينا فهي دولة مدينة مثلها مثل اسبارتا لكن مختلفة
سياسيا واقتصاديا حيث عرفت عدة أنواع للحكم من نظام ملكي ثم ارسطوقراطي
فلطغياني ديمقراطي ليأتي العهد الفوضوي .
بداية تكون الأفكار السياسية ظهرت في الفكر الأثيني منذ زمن فكرة التميز بين أشكال الحكم نسبة للعدد الذي يحكم .
1 الملكيــــة :هي حكومة الفرد الواحد
2 الأوليقارشية :هي حكومة الجماعة أو المجموعة أو الأقلية
3 الديمقراطية :وهي حكومة الجميع أو المواطنين أو الكل
بالنسبة للديمقراطية الأثينية عرفت ميلادها في القرن 5 ق.م على يد حركة
إصلاحية أخذت على عاتقها ضرورة النهوض بأثينا استجابة للمطالب الشعبية
،وبهذا دخلت أثينا عهدا جديدا سمح لها ببعث الديمقراطية كأسلوب للحكم تحت
دفع مجموعة من الحكام ،وترجع جذور الديمقراطية الأثينية إلى رغبة الحكام
الفعلية إلى إشراك المواطن الأثيني في الحياة السياسية ،حول القضايا المهمة
انطلاقا من فكرة فحواها أن الحياة في المدينة يشترك فيها الجميع ،وأي حدث
خارجي له من الأثر ما قد يخل بالنظام العام ومن ثم مستقبل المدينة وعليه
فأن أهم القواعد التي يقوم عليها النظام الأثيني أن سلطة التقرير النهائي
بيد المواطن ،وتماشيا مع هذا الوضع ارسيت قواعد نظام يرتكز على مجموعة من
المؤسسات .
1. المؤسسات التشريعية :
A. الإكليــــزيا : ( مجلس الشعب –الجماعة العامة ) هو
سلطة تقريرية ،وهيئة تجمع كل المواطنين على اختلاف وضعهم الاجتماعي ،يخول
لهذه الهيئة مناقشة القضايا المطروحة على الحكام في اجتماعات عادية أو
استثنائية في مجلس يجمع فيه المواطنين ويعطيهم الحق في التدخل قبل اتخاذ
القرار على ان ينتهي النقاش بتصويت علني من طرف 5000 مواطن على الأقل ويأخذ
برأي الأغلبية الحاضرة بصرف النظر على العدد الإجمالي للمواطنين
مهامــــــــــــــــه: انتخاب القادة العشرة العسكريين ومراقبتهم كما ينتخب حكام المدنية التسعة ويراقبهم ويحاكم في حالة الخيانة العظمى ضد الدولة .
B. مجلس النـــــــواب : ( مجلس 500-المجلس
المحدد) يتكون من 500 عضو كل قبيلة يمثلها 50 عضو يتجاوزون 30 سنة ، يتم
اختيارهم بواسطة القرعة وهو هيئة تحضيرية لمشاريع الأعمال التي تقدم
للإكليزا.
2. المؤسسات التنفيذيــــــــــــة:
A. مجلس القادة العشرة
B. حكام المدينة الأراخنة
C. الموظفون ،القضاة،الإداريين
3. المؤسسات القضائيــــــــــــــة:
A. المحكمة العامـــة
B. محكمة الإشراف
من خلال الإشارة إلى دور هذه المؤسسات ندرك أن الإكليزيا ملك لجميع السلطات
وهيئة عليا في هرم سلطة المدنية ويفوض سلطاته إلى مختلف الهيئات التي تكون
النظام السياسي الأثيني كما يمكن القول أن القرن 05 ق.م شهد ظهور
الديمقراطية في أثينا الدولة المدينة التي يقطنها 200 ألف ساكن لا يملكون
نفس الحقوق والواجبات ويتمتع 40 ألف منهم بحق المواطن وبالتالي فهم أصحاب
الحقوق المدنية والسياسية ، في حين تقصى فئات من صف المواطنة بحكم أصلها أو
جنسها أو طبقتها فبالتالي المساواة التي تنادي بها الديمقراطية مهدرة
لأنها تحرم فئات من المشاركة السياسية ،في ذات الوقت لا يمكن أن ننكر
الخطوة العملاقة التي خطاها الأثينيون فلأول مرة في التاريخ دولة منظمة
تبنت نظام سياسي قائم على السلطة التقريرية للشعب وبذلك أرست قواعد
ديمقراطية حديثة .
التطور الحلقي وفساد النظام:
ظهور الديمقراطية في أثينا يرجع إلى الظروف التي أحاطت بها ، فالاهتمام
الإغريقي بدراسة الأنظمة سمح لها بالوصول إلى حقيقة تطبيقية أو ممارساتية
حيث أوضحت التجربة حقيقة تمثلت في فساد الأنظمة أو انحرافها عن الهدف
الأساسي ، فالملّكية بإمكانها أن تتحول إلى تسلط ،وفي هذه الحالة لا تستند
إلى القوانين بل على أهواء الحكام والارسطوقراطية حكم الأحسن تتحول إلى
بلوتو كراسي
أي حكومة الأغنياء والديمقراطية حكم الجميع تتحول إلى فوضى وهي حكم
(الغوغاء) بالإضافة إلى هذا التحول فكل نمط يخلف الآخر ما يشكل حلقة
تطويرية أو تطور حلقي ،فالملكية تعوضها الأرسطوقراطية التي تعوضها
الديمقراطية ثم الملكية ،ومن أجل تفادي الاختلافات التي يخلفها التطور
الحلقي ، تحتل الإغريق حكومة تجمع بين الأشكال الثلاثة للحكم ( الملكية
والأرسطوقراطية والديمقراطية) ،ويعبر هذا الحل عن الحكمة التي من خلالها
إحداث التوازن والاستقرار،ويعتبر الحاكم صولون أول من طبق هذا الأمر في
أثينا ومن بين الإصلاحات التي جربها صولون: الدستور الذي يقسم المواطنين
إلى أربعة طبقات رئيسية :
1. طبقة الأغنيــــــــاء: يملكون قدر معين من المال.
2. الطبقــة الوسطي : يملكون الأراضي الزراعية.
3. طبقة الفرســــــــان : مهمتهم الدفاع عن المدينة .
4. طبقة المهجرون والكادحون :
وتتفاوت هذه الطبقات في الثراء كما تتفاوت في الحقوق السياسية والوظائف
الاجتماعية ، حيث ينص الدستور الصولوني على تمتع الطبقات الثلاثة الأولى
بجميع الوظائف العامة، في حين تحرم الطبقة الرابعة من ذلك ،لكن يحق لها
المشاركة في الجمعية العمومية للإكليز.
ولقد شهدت الحياة السياسية في الدولة المدنية تطورا مع الحاكم كليستيناس
الذي ألغى الإمتيازات الأرسطوقراطية ،ونقل الحكم إلى يد الجمعية الشعبية
وتطبق الديمقراطية أكثر مع الحاكم بيركللس في القرن 05 ق.م الذي وضع دستور
الديمقراطية الحقــــة وفتح الباب للموطنين للمشاركة في الأمور السياسية
على مختلف أنواعها ،وسوى بين جميع المواطنين في الحقوق والواجبات ،في ضل
هذه الحياة ظهر فكر سياســــي عبّر في الواقع عن ضرورة أخذ الفرد لدوره في
الحياة السياسية،بناءا على قدراته الخطابية التي تسمح له بالتأثير على
الجماهير واكتساب الأغلبية داخل الإكليزيـــــــــــا.
الفكــــــر السفسطـــــــائي:
وهي مدرسة ظهرت في أثينا في القرن 05 ق.م وهي تهتم بتلقين فن الكلام
والمجاملة ,اهم روادها(بروتاقوراس ،جورجياس ، أنطيفون)،تترأس أهم الأفكار
السفسطائية في اعتبار الفرد نقطة البداية والأساس في الأمور كلها كما يرون
أن الدولة تقوم على تعاون الأفراد.
- يرفضون التفريق بين الناس على أساس الجنس والأصل .
- رفض نظام الرق والمطالبة بالمساواة بين لان أصلهم واحد.
- يمجدون القوة ويدعون إليها .
- لا يمثلون للقانون ويدعون عدم احترامه لأنه حسب اعتقادهم شريعة الضعفاء
اخترعوه ليخضعوا به الأقوياء وهم أصحاب الفكرة القائلة :" افرض نفسك ،اثبت
نفسك" عن طريق فن الكــــــــــــلام.
الفكر السياسي عند سقراط :
في الحقيقة أن سقراط لم يخلف كتب نستطيع من خلالها الخروج بمجموعة من
الأفكار السياسية ،لكن خلف تلاميذ نقلوا أفكاره إما في مؤلفاتهم أو
بإسنادها له، كما يمكن تحديد أفكاره عبر المواقف السياسية التي تبناها في
الدولة المدينة ،ويلاحظ من هذه المواقف رفض سقراط التحرر من القوانين أو
محاولة التغيير فيها كما يعارض فكرة الديمقراطية التي فتحت الباب للحديث عن
كل شيء ورفعت من قيمة بعض الطبقات داخل المدنية ،ويعبر سقراط عن اختلاف
كبير بينه وبين معاصريه من حيث اعتبر القوانين صادرة عن العقل المعبر بشكل
من إشكال التربية والفضيلة وسر الثبات في ضل النظم القائمة على التغيير (
الديمقراطية).
الحكمة عند سقراط هي أعرف نفسك،وغاية وجودها ،وما هي مؤهلاتها
وانطلاقا من هذه الفكرة بان الحاكم ربان في المدنية عليه أن يعرف فنه بعمق
كما يعرف قائد السفينة فنه ويقضي منه ذلك التعلم حتى يتقنه لان الفن الأكثر
صعوبة (لا يأتي بنفسه على غرار الفنون الأخرى ) ومن ثم لا ان نختار الحاكم
على القرعة فقد يقع الإختيار على اسكافي او بناء او حرفي او صياد
....،وهؤلاء لا يعرفون السياسة ،والحل عند سقراط ارسطوقراطية فكرية فالحاكم
يجب ان يكون فيلسوفا لا تهمه مصلحته الفردية بقدر ما يبحث عن الخير
العـــــــــــــــــــــام.
و ستأثر أفكار سقراط على تلاميذه وخاصة (أفلاطون وإكزينوفون).
الفكر السياسي عند أفلاطون :
تتلخص جميع أفكاره في جعل الفظيلة هي المعرفة أي المعرفة للخير العام ويقوم بذلك الملوك الفلاسفة .
يتحدث عن الحاكم الفيلسوف الذي لا يقيده القانون
نشأة الدولة عند افلاطون : يرى ان العدالة يفرضها الأقوياء والعدالة مرتبطة
بنشأة الدولة ،فظهور الدولة ضرورة ناتجة عن عجز الإنسان وحاجتة للآخرين ،
وعلى هذا النحو يستحدد ظهور الدولة بتقسيم العمل وجبلية كل فرد بناءا علة
ذلك يحتاج الى متخصصين .
تقسيم طبقات المجتمع :
1) طبقة العمال :المنتجين يقومون بسد حاجيات الإستهلاكية
2) طبقة الجنود والحراس :حماية الدولة
3) طبقة الحكام : الإدارة والحكم
التربية عند أفلاطون : وهي تخدم نظرية العدالة وتقتصر على الطبقة العليا
المرحلة الأولى : من الطفولة إلى سن 20 :تتضمن تربية الجسد بواسطة الرياضة والموسيقى
المرحلة الثانية : تتضمن تربية الحواس الكاملة والملوك الفلاسفة الذين يختارون من بين المساعدين بعد 20 سنة ، بكتمل تكوينهم