Admin المدير
عدد المساهمات : 1955 تاريخ التسجيل : 09/11/2012 العمر : 33 الموقع : https://khenchelauniv.roo7.biz/
| موضوع: طريق الوصول إلى الشِّعر الأحد نوفمبر 18, 2012 11:08 am | |
|
طريق الوصول إلى الشِّعر
سوزي واكيم
هذا الموضوع يهتم بتنمية وصقل المواهب الشعرية لتطوير المهارات لدى من يمتلكون ملكة الشعر .. وهو لا يصنع شاعرا إنما يضع النقاط على الحروف ويشرح مفردات وتشعبات بحور الشعر بأنواعها المختلفة كما يبين أسس الشعر والعروض الشعرية ومقوماته فأرجو أن يستفيد منه كل محبين الشعر وعشاقه وأن ينتفع به المبتدئين والمحترفين على حد سواء مع تمنياتي للجميع بدوام التوفيق
(( الجزء الأول / العروض والشعر ))
في هذا الجزء نحدد مفهوم العروض والشعر وندرس علاقته بالواقع الشعري .
مفهوم الشعر
مفهوم الشعر مرتبط عند القدماء بمفهوم الوزن. فهم يعرفونه بقولهم : (( الكلام الموزون المقفى )) بإمكاننا أن نثور ضد هذا التعريف الذي قد يظهر لنا ضيقا وأن نشترط في اللغة الشعرية شروطا متعددة كقوة التعبير وجمال الألفاظ, وعمق المعاني , وتناسق الأصوات ولكنه لا يمكننا أن ننكر المكون الأساسي الذي تخضع له القصيدة والذي يميزها عن غيرها من النصوص الأدبية. أي المكون الوزني
مفهوم العروض
العروض هو العلم الذي يدرس أوزان الشعر. ومن مهام هذا العلم تعريف الوحدات المكونة للوزن, وتحديد قوانين تركيبها ووضع القواعد التي تخضع لها القصيدة العربية. وتدخل كل هذه المهام في إطار عام هو وصف الشعر العربي كما ورد إلينا, وصفاً علمياً.
ويقتضي هذا أنه ليس من صلاحيات العروض : أ- منع الشعراء من استعمال أشكال جديده. ب- اختراع أوزان جديده تثري الواقع الإيقاعي للقصيدة العربية.
مفهوم الوزن
يقرن في العروض كل بيت بوزنه. ووزن البيت هو سلسلة السواكن والمتحركات المستنتجة منه مجزأة إلي مستويات مختلفة من المكونات : (( الشطران , التفاعيل , الأسباب , الأوتاد )) وسأعرفكم على كل هذه المكونات كلاً بدوره.
النظرية والواقع
الواقع الشعري هو ما آلفه الشاعر, والعروض هو النظرية التي تدرس هذا الواقع. وفيما يخص علاقة النظرية بالواقع يمكننا
أن نلاحظ ما يلي : أ- تأليف الشعر سبق نشأة العروض , فالشعراء كانوا يقولون الشعر سليقة دون معرفة القواعد. ومنه, فإن أوزان الشعر من إنتاج الشعراء وليست من ابتكار العروضيين.
ب - اختراع العروض لم يغير الواقع الشعري, وقد يختلف أصحاب النظريات في الرؤية ولكن الواقع الإيقاعي يبقى كما هو, وإن تغير فإنه يتغير نتيجة رغبة الشعراء في التغيير وليس حسب تصور العروضيين.
ج - الواقع الإيقاعي معقد جدا , فهناك العشرات من النماذج الشعرية, ولكل نموذج إمكانيات كثيرة بعضها لازم وبعضها اختياري.
د - طموح النظرية العروضية هو أن تصف قواعد كل الشعر وأن تكون في نفس الوقت بسيطة. ولذا فان العروضيين لجئوا إلى أشكال نموذجيه على مستوى التفاعيل والبحور, وعلى مستويات أخرى. وهذه الأشكال النموذجية ليست هي الواقع الشعري , وليست هي الأصل التاريخي للإشكال المستعملة , وليست هي الأكثر تداولا , وقد لا تكون حتى مستعمله, وهذا ليس عيبا فيها, مادام العروضيون يحددون لنا التحويلات التي تنقلنا من المستوى النظري إلى مستوى الواقع الشعري.
هـ - التحويلات التي تنقلنا من الأشكال النموذجية نحو الواقع يسميها العروضيون العرب زحافات وعلل , وهي جزء من النظرية العروضية.
و- هناك خواص متعلقة بالواقع الشعري مثل عدم التقاء الساكنين أو عدم تجاوز خمسة متحركات في البيت . ولا يمكن لا حد أن ينكرها.
وهناك خواص مرتبطة بالنظرية مثل عدم تجاور وتدين. فان تغيرت النظرية تغيرت هذه الخواص .
الواقع والشيوع
كل ما وصفه العروضيون من نماذج وتغييرات وارد فعلا في الشعر العربي. ولا أظن أن العروضيين اخترعوا شئ من اجل حب الاختراع أو انهم زوروا الواقع الإيقاعي. ولكنهم عاملوا أحيانا معامله واحدة ما هو متداول وما هو نادر.
والاهتمام بالواقع الشعري يقتضي الابتعاد عن الشاذ وإلغاءه أحياناً فكون حدث إيقاعي ورد مره واحدة في بيت من الآبيات لا يكفي أن نعدّه عنصراً من الواقع الشعري, وإنما يلزم أن يكون متداولا كي نعدّه عنصراً من الواقع ..
تحياتي للجميع والى درس آخر..
| |
|