Admin المدير
عدد المساهمات : 1955 تاريخ التسجيل : 09/11/2012 العمر : 33 الموقع : https://khenchelauniv.roo7.biz/
| موضوع: الحداثة في الأدب الأحد نوفمبر 18, 2012 5:13 pm | |
| تمهيـد: يواكب الأدب مسيرة الحياة لأنه تعبير عنها، ولما كانت الحياة تتطور من حال، فقد كان الأدب كذلك،إذ تتغير فيه المعاني والأفكار والموضوعات والأساليب بين فترة وأخرى. تعريفهـا الحداثة تعني ما لحق الأدب عامة والشعر خاصة من تجديد في الشكل والمضمون ابتداء من منتصف القرن الهجري الثاني على أيدي بشار وأبي نواس وابن المعتز وأبي العتاهية وأبي تمام والبحتري وابن الرومي والمتنبي ومن عاصرهم في المغرب العربي والأندلس كابن هانئ وابن زيدون وابن حمديس وابن خفاجة أبـعادهـا: شملت حركة الحداثة في العصر العباسي جميع نواحي الشعر: -فـي الأغـراض والموضوعـات: ونقف هنا عند فرعين هما: أ-1-أغـراض قديمـة تطـورت: كتوسع الوصف ليشمل الآثار التاريخية والقصور وروعتها ومجالس الأندلس والطرب، وما حوته من أثاث وأحواض وبرك ومن ذلك أيضا التحزب السياسي في أيهما أحق بـ(وراثة)الخلافة عن الرسول-صلى الله عليه وسلم. أ-2-أغراض جديدة مبتكرة: يتقدمهاتيار(الشعوبية) وهو تيار ينتقص من العرب وأصلهم البدوي ويفضل عليهم الفرس ويستبد بحضارتهم وقد رفع لواء هذه الدعوة كل من أبي نواس وبشار وهذا أبو نواس يباهي لمجالس الخمر. فهـذا العيـش لأخيـم فيــــــه وهذا العيش لا اللبن الحليب فأين البدو من إيوان كسـرى وأيـن مـن المياديــن -وأيضا شعر الزهد والمواعظ: وقد كان رد فعل يقابل تيار المجون والتدهور الأخلاقي،فمن ذلك قول أبي العتاهية: سيصيـر المـرء يومـا... جســدا مـا فيـه روح كلنـا فــي غفلـــة... والمـوت يغـدو ويـروح -نقد المجتمع ومظاهره، وأيضا الاخوانيات وهي مراسلات شعرية تعبر عن روح الصداقة،وأيضا الشعر الفلسفي الذي ظهر نتيجة لتعدد المذاهب العقلية والاتجاهات الدينية، وشعر الكدية الذي هو فرع من شعر الشكوى صار الشحاذون من الشعراء يطوفون به على المجالس وأهل المال والسلطات. فـي المعانـي والأفكـار:وهي نتيجة طبيعية للازدهار الثقافي والعقلي ولحرية الفكرة: فمالت الصورة الشعرية: إلى الرقة من جهة وإلى التعقيد أحيانا كما اختار الشعراء من الكلام أكثره سهولة ولينا وشاع التأنق والتظرف اللغوي –أما موسيقى الشعر فلحقها تطورات: يتمثل الأول منها في شيوع الأوزان القصيرة كالهزج والمضارع والمجتث والمغتضب والتطور الآخر هو تنويع القوافي في القصيدة الواحدة بين كل شطرين أو بيتين وظهرت الرباعيات والخماسيات والسبب هو خدمة ميدان الغناء. لكن ذلك لم يكن على حساب الأوزان الطويلة والقوافي المتواصلة فقد بقيت أبـرز مظاهـر الحداثـة: طغيان البديع: وهو يشمل اللفظ والصورة البيانية وقد كان عبد الله بن المعتز فارس الميدان في هذا الفن تبعه مسلم بن الوليد ثم أبو تمام ثم البحتري والمتنبي: قال البحتري: مني وصل ومنك جهر وفي ذل وفيك كبر قد كنت حر وأنت عبد فصرت عبدا وأنت حر ازدهـار الوصف: لم يترك الشعراء شيئا إلا وصفوه خيرا أو شرا وقد تركوا روائـع في وصف المعارك كما هو الأمر عند المتنبي وأبي تمام وبشار ووصف قصور الخلفاء كوصف البحتري لقصر المتوكل وبركته ووصفه لا يواني كسرى. الغلو في المديح: صدقا كمرح ابن تمام للمعتصم والبحتري للمتوكل والمتنبي لسيف الدولة أو كذبا على عادة الشعراء بالتكسب كمدائح المتنبي في كافور الإخشيدي. انحراف الغزل وانحطاطه أحيانا الجرأة على الدين والعقائد: نتيجة الانفتاح الفلسفي والتساهل الأخلاقي. ويرى الكثير من النقاد أن بشار بن برد رأس المحدثين يليه أبو نواس، وقد كثرت المقارنات بينهما،ثم بين أبي تمام والبحتري والمتبني ويرى معرى أن الشعر إنما يقاس بحلاوة مسيقاه وجمال أسلوبه قبل أفكاره ومعاليه وهو صاحب العبارة المستهورة"المتبني وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري "بينما يعتبر عبد الله بن المعتز ومسلم بن الوليد رأسي مدرسة البديع. المغـرب العربـي والأندلـس: سار الشعراء في المغرب والأندلس على خطى الشعر في المشرق نظرا الفاتحين المسلمين قد كانوا من قبائل المشرق ومن إخوانهم من جيوش المغرب فلم يكن هناك اختلاف جوهري بين أدب الأمة مشرقا ومغربا لكن تيار الحداثة لم يظهر بذات صورته هناك فقد كانت الطبيعة الجميلة تلهم الشعراء من الصور والأوصاف والبيان ما لم يتوافر عليه المشرف ويكاد الجديد المحدث هنا ينحصر بفن الموشحات الذي ابتكره المغاربة والأندلسيون خدمة للغناء وما يتطلبه من التنويع في الأوزان والقوافي بل حتى الخروج من الأوزان الخليلية. وأول من ابتكر الموشحات مقدم بن معارف في القرن الثالث الهجري. | |
|