مقدمـــــــــــة Introduction
إذا سألت شخصا ما لماذا تعمل ؟ فقد
يجيبك بعفوية " لأحصل على المال " . وإذا بحثنا الأمر بتفصيل أعمق، فإنه
يتبين لك ولى ولكثير من الأشخاص الذين نعرفهم ، أننا وهم لانعمل فى الحقيقة
لإكتساب أموال أكثر، ولكن هناك مجموعة من الأسباب الجوهرية . وتوجد عوامل
كثيرة تجعلنا نكرس أنفسنا، بدرجة صغيرة أو كبيرة ، لأعمالنا وأن هذا يؤثر
فى درجة الرضا الذى نستمده منها .
نظرية ماسلو Maslow’ S Theory
تعتمد
الدرجة التى يميل إليها الفرد العادى ليكرس نفسه إلى شيئ ما ، مثل العمل ،
الهواية ، الجمعيات الثقافية ، الرياضة ، الخ ، فى المقام الأول على
البيئة . واعتمادا على الدرجة التى يشبع بها الفرد حاجاته المختلفة من
البيئة ، فإنه يصل إلى درجات مختلفة من الإثارة والإهتمام . وتكون البداية
من المستوى الأولى لحاجاتنا البيولوجية الأساسية ، مثل الأمن الشخصى ،
والطعام ، والإنجاب ، والحذر . وهذه الحاجات الأولية يجب أن يتم إشباعها فى
المقام الأول ، ويعنى هذا أن رواتبنا يجب أن تغطى أولا هذه الحاجات . وبعد
ذلك ، نتطلع إلى حاجـات أعلى . ويشبه هذا خطوات الدرج التى يجب أن نصعدها
خطوة بخطوة . ولقد إقترح "ماسلو" النموذج التالى :
المثبــــــطات Dissatisfiers
لا
يمثل مطلبا ، الحاجات الاساسية والأمن (متضمنة التعريف الواضح للسياسة ،
والتعيين الدائم ، ونحو ذلك) دوافع حقيقة ، إلا أنه إن لم يتم إشباعهما
أولا ، يصبح من المستحيل أن نصل إلى درجات أعلى من الدافعية . فإذا اعطينا
شخصا ما عملا مشوقا ، ولم ندفع له مرتبا كافيا ليعول أسرته ، فإنه بالتأكيد
سيبحث عن عمل آخر . وقد أيدت البحوث التى قام بها هيرزبرج Herzberg هذه
النظرية واضافت ثلاثة أوجه من بيئة العمل إلى هذه المثبطات وهى :
- سياسة الإدارة .
- نوع القيادة (أو اللاقيادة) التى يمارسها الرئيس .
- بيئة العمل : المكتب ، التهوية ، الخ .
ولا
نستطيع أن نقول أن هذه العوامل يمكن أن توفر دافعية حقيقية ، إلا أننا لو
أسأنا معالجتها ، فإنها تساهم فى حدوث نوع من العداء وعدم الشعور
بالإطمئنان بين الموظفين . وهذه الدافعية السالبة يمكن أن تؤدى إلى عواقب
وخيمة فى العمل .
المحفزات Satisfiers
أما خطوات
الدافعية الثلاث التالية ، وهى الإنتماء ، والتقدير ، وتحقيق الذات فهى
عوامل تزيد من الدافعية . فبمجرد أن يشبع الناس حاجاتهم الأساسية ، فإنهم
يصبحون مستعدين لأن يوجهوا طاقاتهم نحو كسب القبول من المجموعة ، والتقدير
من زملائهم ، وموقفا معينا ليزيد من تحقيقهم لذاتهم ، وكسب التقدير لأدائهم
، ولأخذ المسئوليات وتنمية الخلق والإبداع . ولقد أوضحت الأبحاث التى قام
بها هيرزبرج أن الناس عادة راضين عن أعمالهم بسبب إنجازاتهم ، والتقدير
الذين يحصلون عليه لأنفسهم (والذى يمثل أكثر من مجرد زيادة فى الراتب)
والفرصة لتنمية مواهبهم تنمية كاملة .
ومما هو جدير بالذكر ، أن هذه الدرجة من الدافعية الإيجابية نستطيع أن نحصل عليها فقط عندما يتم إشباع الحاجات الأولية تماما .
الدافعية والمدرب Motivation And Trainer
لقد
رأينا أن الدافعية تشتق من الإحساس بالإنجاز ، أو التقدير ، أو المسئولية ،
أو من العمل الذى يتيح تحديا كافيا ، أو الإستقلالية ، حيث يدفع الناس
لبذل أقصى طاقاتهم . وينتج عن ذلك أن المدربين يجب أن يوفروا العمل الذى
يتحمل فيه المتدربون المسئولية وفى نفس الوقت يشبعون حب استطلاعهم . مثال
ذلك ، مشروعات البحث ، ودراسات المجال . كما يجب عليهم أن يسألوا أسئلة
تماثل أو تحاكى حب الإستطلاع بدلا من الحقائق المجردة ، وأن يشجعوا التفاعل
البينى بين المجموعات المتعاونة ، وأن يساعدوا المتدربين لتقوية الإنتماء
لديهم وأن يمنحوهم التقدير وفرص النجاح . وبالإضافة إلى ذلك ، يجب أن
يظهروا حماسهم .