كان ظهورها بالحجاب على قناة الجزيرة مفاجأة دهش لها
الملايين من المشاهدين في الوطن العربي و الإسلامي و ألقت الضوء على
الحضور الحيي للمرأة المسلمة المحجبة في الساحة الإعلامية بحسب رأي بعض
المراقبين.. الجزيرة توك اخترقت البوابات العالية لمبنى قناة الجزيرة في
قطر فكان لها مع المذيعة خديجة بن قنة هذا الحوار
خديجة بن قنة طبعا غنية عن التعريف إعلامية ناجحةو مميزة فهل لك أنتحدثينا عن مسيرتك الإعلامية؟
المسيرة بدأت تقريبا من 19 سنة بدأت أدرس في السنة الأولىمن الجامعة كنت أدرس في معهد الإعلام و تخصصت فيالإذاعة و التلفزيون و في نفس الوقت في فترة الدراسة في الجامعة كنت أعمل في الإذاعة الجزائريةالناطقة باللغة العربية كمحررة ومقدمة أخبار,كانت هذه التجربة الأولى فيمشواري الإعلامي استمرت قرابة الأربع سنوات انتقلت بعدها إلىالتلفزيون الجزائري و أيضا كنت أعملمحررة و مقدمة النشرة الرئيسية التيكانت آنذاك نشرة الثامنة مساءا بعد تجربتي في التلفزيونالجزائري و نظرا لظروف أمنية و سياسية التيكانت تطال المثقفين و الصحفيين في تلكالفترة بسبب الحرب الأهلية اضررت إلى السفر إلى الخارج وتوجهت إلى سويسرا و هناك اشتغلت في الإذاعةالسويسرية لمدة أربعة سنواتوبعدها انتقلت إلى الجزيرة و اعتبر من الجيل المؤسس لقناةالجزيرة و الآن عمري في الجزيرة يقترب منالعشر سنوات.
و كيف اختلف مناخ العمل بين التلفزيون الجزائري وتلفزيون الجزيرة؟
الاختلاف الموجود هو ليس اختلاف تقني بقدر ما هو اختلاف منالناحية السياسية أو من سقف أو هامش الحريةالمتاح في الجزيرة غير متاح في القنوات الرسمية في دولنا بسبب طبعا الرقابة الرسمية المسلطةعلى التلفزيون أكثر مما هي مسلطة علىالصحافة المكتوبة. فالاختلاف الأول هواختلاف هامش الحرية أو اتساعه في قناة الجزيرة مقارنة بالتلفزيونالجزائري ..نمط العمل يختلف فيالجزيرة لأنها قناة إخبارية أم القناةالجزائرية فهي قناة برامج عامة تقدم كل شيء منوعات على أخبار علىمسلسلات على برامج ترفيهية فيما تعتبرقناة الجزيرة قناة إخبارية .. وكانت القناة الإخبارية الوحيدة التي تلعب على الساحة في تلك الفترة ثمجاءت بعد ذلك قنوات منافسة فيمابعد.
برأيك ما هي مواصفات المذيعةالناجحة؟
المذبع الناجح أو المذيعة الناجحة..النجاح طبعا مرتبط بنعمةإلهية هي نعمةالقبول. هناك مذيعين أنعم الله عليهم بهذه النعمة فبمجرد أنترينهم أو تشاهدينهم على الشاشة تجدي أن هذاالمذيع او هذه المذيعة دخلت قلبك أوالناس أحبوها بسرعة فهذه النعمة ليست موجودة عند الجميع و لذلكأقول لك إنها نعمة إلهية ..الشيءالثاني هو أنه هناك مواصفات ثانية للمذيع عليهأن يجتهد عليها بنفسه مثل اللغة العربية السليمة ..مخارجالحروف يجب أن تكون سليمة ..الصوت أيضا نعمةمن الله سبحانه و تعالى فهو بالتأكيد يؤهل المذيعة لأن تكون ناجحة أكثر منغيرها..الحضور أيضا ..هناك مذيع أو مذيعة يكون جديدا على المحطة فيكون خائفا يهابالكاميرا فمع الوقت يجتهد ليتآلف معالكاميرا التي ستصبح جزءا مهما جدا فيحياته المهنية و بالتالي يتعود على أو يطور مستوى حضوره أمامالكاميرا ..هناك التلقائية و العفويةو الثقافة السياسية التي يجب ان تكون قويةخاصة إذا كان المذيع أو المذيعة يشتغلون في قناة إخبارية فأعتقدأن هذه المواصفات أساسية ..
هل تذكرين أول مرة وقفت فيها أمام الكاميرا و كيفكان شعورك؟
أول مرة..لن أنسى هذه المرة مدى حياتي ..لأن أول مرة كانتفي حرب الخليج او حرب تحرير الكويت فكان أولظهور لي على الشاشة و لذلك أي مشاهد في الجزائر تذكرين له اسم خديجة بن قنة فيذكر لك حرب الخليجالثانية فاسمي ارتبط بالحرب للأسف! تضحك ..كان يوما مشحونابالأخبار ..أتذكر ذلك جيدا كان يوم جمعة سنة تسعين ..لكن أحببتالكاميرا من أول يوم و أعتقد أن الكاميراأحبتني من أول يوم لأنه بسرعة تآلفنا على بعض..لا أخفيك بأن الكاميرا لها رهبتها و هيبتها ..المذيعون أوالصحافيون الذين يعملون مع الكاميرا تآلفوا معهابعد 30 سنة يشعرون بالتوترأو خفقان القلب
و هل تشعرين بهذا الشعور إلىالآن؟
أحيانا.. أحيانا ..عندما يكون لي برنامج مباشر علىالهواء.. ضيوف كبارأوشخصيات كبيرة عندما أقابلها اشعر بنوع من خفقان القلب و هذاالشعور طبيعي عندما يحترم الصحافي أو المذيعجمهوره فعليه أن يخاف من الكاميرا فيحسب حساب كل حرف يخرج من لسانه أو فمه لأن مقابلةالملايين من الناس من الجمهور العريضالمشاهدين لقناة الجزيرة يحملنا مسئولية كبيرة ..مسئولية الكلمة التي هي مسئوليةكبيرة..
[b]ما هي المؤثرات التي أثرت على قرارك أن تصبحيمذيعة؟ هل هو شيء تحبينه منذ الصغر؟
أعتقد لو سألتيني هذا السؤال و أنا في سن المراهقة لأجبتكهذا الجواب..
و هوأنني خلقت لأن أكون صحفية ..فأنا صحفية بالأساس و لست مذيعةأخبار..أنا تكويني كله صحافة ..اعتقدأنه لو لم أكن مذيعة لكنت مذيعة!
وليس لدي خيار آخر ..يعني لم تكون لدي ميولات أخرى غيرالصحافة ..حتى أني دخلت إلى معهدالصحافة بعد البكالوريا العامة وأجريت مسابقة ..كنا 1700 مرشح على المستوى الوطني في هذهالمسابقة و كنت الثالثة من بين 1700 طالب ..وهذا دليل على حبي لهذه المهنة..
كيف تستطيع خديجة بن قنة التوفيق بين بيتها وعملها؟
مسألة التوفيق مسألة صعبة لا أنكر ذلك ..أعتقد ان كل امعاملة لديها اطفال ولديها زوج سيكون صبا عليها خصوصا غذا كان عملها مثل عملنا ..عمل ليلي و كما تلاحظون الان الساعةالواحدة ليلا و أبنائي نائمون في البيت فأعترف أني مقصرة شيئا ما اتجاه واجباتي أو اتجاه عائلتي .لكن فينفس الوقت أحمد الله.. و أعتبر نفسيمحظوظة جدا و أحمد الله أن زوجي يتحمل معيهذه المسئولية و متفهم لطبيعة عملي ..
منذ أشهر شاركت في مؤتمر" إسلام اكسبو" فيلندن..و كنت من المتحدثين فيالمؤتمر..هل لك أن تحدثينا عن مشاركتك؟
المعرض الذي نظم في شهر 7 في لندن إسلام اكسبو كان تظاهرةإسلامية رائعة جدا لأنها جمعت المسلمين و غيرالمسلمين في بريطانيا و هناك عائلات جاءت من خارج بريطانيا من بلجيكا و فرنسا ..الجميل فيالأمر أيضا أنه كان هناك شخصيات فكرية وإسلامية و فنية و من مختلفالأطياف التقت هناك لإبراز الوجه الجميل لهذا الدين ..كان لدي مشاركتانفي الحقيقة ..مداخلة في موضوع المرأةالمسلمة و الحجاب و المداخلة الثانية كانتحول تجربتي كامرأة مسلمة ناجحة ..نساء ناجحات في مسيرتهنالمهنية ..كان الإقبال جميل لأنه كانتالقاعة بها عدد كبير من الزوار وتخللها نقاش ..طبعا كان هناك ضيفات أخريات موجودات جئن منأماكن أخرى من العالم ..كان التفاعل جميلامع الجمهور و طرحت علينا أسئلة كثيرة فيما يتعلق بالمرأة و الإسلام المرأة من المنظور و المروث الفقهيالإسلامي ..موضوع الحجاب ..العراقيل والصعوبات التي تواجه المرأةالمسلمة ..
بما أننا تطرقنا لموضوعالحجاب .. ما الذي أثر على قراركلارتداء الحجاب؟
لا شيء أثر على قراري سوى أنني اقتنعت بأن الحجاب هو فرض .. استجبت لأمر الهي و ترددت في البدايةبسبب طبيعة عملي و كنت أحسبحسابا لرد فعل الجمهور و ماذا سيقول المشاهدون؟ و سيصنفونني في أيةخانة؟ و في النهاية اقتنعت ان إرضاءالله أهم من إرضاء الجمهور و اقترنت هذهالخطوة بأداء فريضة الحج فازدادت و اكتملت قناعتي في هذهالمرحلة الجديدة من عمري و لست نادمة عليهابقدر ما انا نادمة على السنوات التي مرتعلي بلا حجاب..