)
يقتضي الأمر أن تربط تلك المستويات من الخرائط بمعلومات ميدانية و مكتبية و
مساحية ونتائج لتطبيقات أو دراسات تعكس النشاطات التجارية والخدماتية
المتعددة وغيرها من الظواهر التي تحتويها خريطة الأساس . أو بمعنى آخر ،
بناء قاعدة بيانات مخطط لها تخدم كل المستخدمين على اختلاف مستوياتهم
وتخصصاتهم . عندها تصبح خريطة الأساس في تلك الحالة جزء أساسي من المعلومات
في قاعدة البيانات وتكون بذلك وسيلة العرض للظاهرة الجغرافية والمرجع
الوحيد لجميع المستخدمين ، على أن وتكون قاعدة البيانات مصممة لتحقيق
الأهداف وتلبية طلبات كل المستخدمين كل في مجاله .
ومن خلال توحيد
مصطلحات وأهداف قواعد البيانات وخرائط الأساس اللازمة لعرض الظواهر
الجغرافية الطبيعة والبشرية وربطها مكانياً بالرموز النقطية والخطية
والمساحية على الخريطة ، نكون قادرين على رؤية جميع أنواع الظواهر التي
تحتويها قواعد البيانات على خرائط الإلكترونية وربط كل ظاهرة بالمكان الذي
تتواجد فيه في الطبيعة وإعطاء المستخدم إمكانية رؤية ومتابعة ودراسة أي
ظاهرة جغرافية . وبهذا تصبح نظم المعلومات الجغرافية ، ضرورة ملحة على
مستوى المؤسسات الحكومية والخاصة والمراكز التعليمية وجميع قطاعات الدولة
دون استثناء لأنها ستقدم في شكل رقمي نافذة لرؤية أي ظاهرة على مستوى
الوحدة السكنية أو الحي أو المدينة أو الطرق أو على مستوى "الوطن " ، وتصبح
تلك التقنية الملاذ العلمي التقني الذي يسمح لكل متخصص من التعامل مع نظم
المعلومات الجغرافية في الجانب المرتبط بتخصص المستخدم . وبتوحيد قواعد
البيانات لكل المستخدمين ، يمكن متابعة قواعد البيانات الخاصة بالظواهر
الجغرافية ، وتحديثها مع توحيد خرائط الأساس لكل المستخدمين وتمكين الجميع
من متابعة المعلومات كل في تخصصه أو اهتمامه . وبما أننا نتعامل تحت قاعدة
بيانات موحدة وخرائط أساس متفق عليها ، فإن إمكانية تبادل المعلومات بين
مختلف التخصصات يصبح أمراً سهلاً وتصبح بذلك وسيلة جيدة لرؤية ما يجري على
الأرض في شكل رقمي على خرائط الأساس والمعرضة على شاشة بمقياس مناسب يسمح
برؤية أي ظاهرة جغرافية ، ومتابعتها ، ودراستها ، واستخدامها بناء على
العناصر التي تحتويها خريطة الأساس والمقياس المختار لعرض الظاهرة . وعن
طريق الاستفادة من البيانات ، يمكن دراسة أي ظاهرة ورؤية العلاقات التي
تتطلبها الدراسة وتقديم تقارير فعلية مدعمة بالخرائط المرمزة التي تعرض
الظاهرة وتقدم النتائج بأسلوب خرائطي مميز يربط كل ظاهرة بالمكان الذي
تتواجد فيه ومن ثم ، المساعدة في تقديم الحقائق التي يمكن على ضوءها اتخاذ
أو صنع القرار المبني على رؤية العلاقات المكانية للظواهر الجغرافية
المرصودة في قواعد البيانات والممثلة على الخرائط الرقمية .
فإذا
تصورنا أن مدينة ما أو دولة ما قد تبنت نظم المعلومات الجغرافية بكل
التفاصيل التي تم الحديث عنها أو بما له علاقة مما لم يتم الحديث عنه ، من
إعداد للعناصر المطلوبة والمتفق عليها بين كل القطاعات المستفيدة ، وتحديد
أنواع الخرائط اللازمة لقواعد البيانات ، وتحديد مستوى رؤية المعلومة على
خرائط الأساس ، واختيار أنواع من الخرائط على مستوى الطرق ، والأحياء ،
والمساكن ، والارتفاعات ، والأودية ، وكذلك الخرائط التي يمكن بواسطتها
رؤية كل الخدمات من ماء ، وكهرباء ، وصرف صحي ، وتلفونات ، وأنواع التربة ،
والتركيب الجيولوجي ، والغطاء النباتي ، وغيرها من المعلومات ذات العلاقة،
فإن إمكانية متابعة الظواهر المختلفة ، يصبح أمراً ميسوراً .
وفي
اعتقادي أنه قد آن الأوان لتبني نظم المعلومات الجغرافية مع التركيز على
الجغرافية ، لأنها في اعتقادي نقطة الملتقى لكل التخصصات والمؤسسات
الحكومية والخاصة وبواسطتها يمكن أن نطبق مصطلح جديد أسمه " الجغرافيا
الإلكترونية " .
وختاماً أن تلك الآمال التي تم استعراضها والحديث
عنها ، يقابلها مجموعة من التحديات ، منها ما له علاقة بضرورة الاتفاق على
المصطلحات المستخدمة في كل جوانب نظم المعلومات الجغرافية والمعنى الواضح
لها . ومنها ما له علاقة بضرورة الاتفاق على العناصر التي يجب أن تحتويها
قواعد البيانات وبناء مكونات قاعدة البيانات ، ومنها ما له علاقة بضرورة
توفير وتبني خرائط أساس معروفة ذات مقاييس مختلفة يمكن أن تخدم الجميع .
وهناك تحديات لها علاقة بالعملية التقنية لأن ذلك الطموح يتبعه ضرورة
تتركز في التخاطب وتحديد أنواع البرامج ذات العلاقة والأجهزة المناسبة لها .
ومع ذلك أن نظم المعلومات الجغرافية أو " الجغرافيا الإلكترونية " عندما
يتم تجهيزها بناء على الرؤية المقدمة وفتح الباب لعمليات التغيير والتحديث ،
فإن نظم المعلومات الجغرافية ستكون باكورة الآمال والتحدي لهذه الألفية .
الأستاذ اسامة زين العابدين