الذات عينها كآخرتأليف
بول ريكور
ترجمة وتحقيق
د. جورج زيناتي
الناشر
المنظمة العربية للترجمة
بيروت 2005
719 صفحة
14 ميجا
يُعتبر
ريكور (1913-2005) أحد أكبر فلاسفة القرن العشرين. وقد تميّز بالانفتاح
على مثلّث الفكر التأمليّ الفرنسيّ، والتحليليّ الألمانيّ والبراغماتيّ
الأنكلوسكسونيّ. وإذا كان له من ميزة أساسيّة فهي أنّه فيلسوف الحوار بلا
منازع. وقد بنى حواره على احترام الآخر، إذ جعله شريكًا في تعريف الحقيقة
وصنعها وإن لم يشاركه وجهة نظره. حاول الإجابة عن مجموعة أسئلة منها: كيف
نتذكّر؟ وماهو دور المؤرّخ في عمليّة السرد؟ وما هي ماهيّة الشرّ وأسبابه
وأساليب مواجهته؟ وقد طمح ريكور إلى بلورة فلسفة تسمح للذاكرة بعدم نسيان
جرائم الماضي من دون أن تقفل الباب أمام العفو، أي لا تجعل من النسيان محوا
للذاكرة. وحاول صياغة مشروعه الفلسفي منتهجًا تأويليّة خاصّة به طعّم بها
فينومينولوجيا هوسرل . وقد نشر مجموعة كبيرة من الأبحاث والدراسات
والمؤلّفات كان من بين أهمّها الذات عينها كآخر الذي يعتبر أحد أهمّ ما
نُشر في النصف الثاني من القرن العشرين.
وتحتوي النسخة المترجمة لهذا
الكتاب مقدّمة للمؤلّف بعنوان: <مسألة الهويّة الذاتيّة> وعشرة فصول
أو دراسات، ومقدّمة مهمّة للمترجم، بالإضافة إلى كشّاف بالمصطلحات
الفرنسيّة والعربيّة. وذلك ضمن مجلّد ضخم حوى 720 صفحة من القطع الوسط.
وتكتسب
النسخة العربيّة أهميّة خاصّة لأسباب ثلاثة: الأول هو أنّ هذا الكتاب
يشتمل على أهمّ العناصر والمفاصل التي تشكّلت منها فلسفة ريكور. والثاني هو
الأسلوب السلس للمترجم، ودقّته في اختيار الألفاظ المناسبة. والثالث
والأهم، هو الأمانة التي تمّت بها الترجمة، كون المترجم جورج زيناتي تلميذ
ريكور وصديقه على مدى ما يقارب النصف قرن، مع ما يعني ذلك من استيعاب
المترجم العميق لأفكار المؤلّف، وهذا ما أضفى على الترجمة نكهة ريكوريّة
خالصة.
(أضف رداً ليظهر لك الرابط)