مشكلات الحياة الحضرية
من الجدير بالذكر
أن كل مدينة على سطح الأرض تختلف عن المدينة الأخرى اختلافا مميزا في
أنماط الحياة الحضرية ولا شك أن التجمع الحضري في مكان واحد يؤدي لا محالة
إلا مشكلات منها احتمالات نشر المرض ومشكلات موارد الغذاء والمياه وصعوبة
التخلص من مخلفات السكان, وبتزايد أحجام المدن تتزايد بتأكيد حجم هذه
المشكلات,إذ تعاني المدن حاليا من كثير من المشاكل الحياتية المرتبطة
بالإسكان والتلاؤم الاجتماعي والصحة والأمن والغذاء والتعليم والترفيه وغير
ذلك ,وفيما يلي نتعرض لهذه المشكلات بشيء من التفاصيل
1- غذاء
المدينة:لقد أدى التطور الحديث في وسائل النقل إلى حصول المدن على احتياجات
الغذائية من أماكن بعيدة من العالم دون مشقة وإذا كان ذلك يصعب على دول
كثيرة في الدول النامية فإنه يظهر بصور مختلفة في مدن الأقطار المتقدمة على
فترات متقطعة بسبب نقص الإنتاج الزراعي أو صعوبة الحصول على فائض من الدول
الأخرى بسبب عوامل بيئية كالفيضانات والثلوج وغيرها.
وتعد مشكلة المياه
مشكل رئيسي تعاني منه المدن بصفة عامة وذلك مرتبطة بالنقص في المياه
العذبة على المستوى العالمي, إذ نسبتها لا تزيد عن 2% فقط من أجمالي
الموارد العالمية من المياه والباقي هي مياه البحار والمحيطات
إذ تذكر
كثير من الدراسات أن معدلات التزايد في استهلاك المياه في المدن, سواء
لاستهلاك السكان أو الصناعة تفوق معدلات النمو السكاني في تلك المدن بنسبة
كبيرة, ويبدوا ذلك بوضوح
في الكثير من المدن الصناعية في غرب أوربا مثل:إنجلترا, ألمانيا, التي تواجه مشكلة تلوث المياه بسبب مخلفات الصناعة.
2-الامتداد الحضري :
لقد
ساعدت وسائل النقل الحديثة خاصة السيارات على أتساع المدن و امتدادها على
حساب الأراضي الزراعية الجيدة,ففي أوربا مثلا: تزايد نسبة سكان الحضر
بحوالي مرتين ونصف بين سنتي 1940و1950 وبحوالي خمس مرات بين 1950و1960 ,
وفي اليابان تقدر المساحة التي تشغلها المدن في الوقت الحاضر حوالي خمس
الأراضي الزراعية , وذلك لأن العمران يتجه إلى الأرض المنبسطة أو المنحدرة
انحدار بسيطا ولقد لجأت بعض الدول في محاولة لوقف الامتداد الحضري إلى
إنشاء مدن جديدة في أراضي غير زراعية أو قليلة الإنتاج , كما اتجهت إلى ما
يعرف بالحزام الأخضر حول المدن الكبرى ,ولعل المملكة المتحدة خير مثال على
ذلك .
2- طول رحلة العمل اليومية: تعد مشكلة الرحلة اليومية بين الضواحي
ومناطق الامتداد الحضري إلى وسط المدينة والتي تطول بتوسع المدينة من
المشاكل الرئيسية التي تواجه سكان المدن, وقد ساعد تزايد خدمات النقل بين
المدينة وتوابعها على الخدمة العاملين المتنقلين بالمدن ,وقد أدى تزايد
نسبة العاملين في المدن والقاطنين خارجها الذين يأتون إلى عملهم وينصرفون
منه في وقت واحد يعد من مشكلات المدينة لسكان وطرق النقل التي تنقلهم في
وقت واحد ,بالإضافة إلى الرحلة اليومية للعمل ,فهناك حركة انتقال السكان
إلى وسط المدينة لتسويق والترفيه ,خاصة بعد الظهر وفي المساء ,وفي مواسم
معينة من السنة مما يضيف أعباء على طرق النقل بالمدينة
3- مشكلة المرور
داخل المدينة: أصبح التزايد في حجم حركة المرور داخل المدن من أهم المشاكل
الحضرية و تتضح خاصة في وسط المدينة حيث تنتهي إليها طرق النقل الرئيسية و
من مظاهر هذه المشكلة التزاحم داخل شوارع المدينة و ما يحدثه ذلك من ضوضاء و
تلوث لذا حضيت هذه المشكلة باهتمام مخططي المدن.للتخطيط للمرور وحل
مشكلاته.وقد نجمت مشكلة المرور أساسا نتيجة تزايد عدد السيارات لذا لجأت
الكثير من المدن إلى إيجاد حلول لمشكلة النقل بالسيارات سواء بتغيير ساعات
العمل وتبادل العاملين لفترات معينة واتباع قواعد مرور دقيقة وتحديد أماكن
إيواء السيارات.
4- مشكلة التلوث:اصبح مشكل التلوث من أخطر المشاكل التي
تواجهها المدن الصناعية بالإضافة إلى تأثيره المعروف و الخطير على صحة
الإضافة فإن تلوث الهواء يؤثر على الأبنية و التماثيل بل و يؤثر حتى على
نمو الأشجار و النباتات الأخرى.
كما تتعرض المجاري المائية في المدن وما
حولها للتلوث الناتج عن إلقاء مخلفات المصانع لذا تلجأ الدول إلى معالجة
هذه المخلفات كيميائيا قبل صرفها إلى المحطات المائية.
بالإضافة إلى
تلوث هواء المدن الذي أصبح من أبرز سمات القرن 20 و الذي تتسبب فيه
السيارات بالدرجة الأولى. لهذا ظهرت آراء ترى ضرورة إعادة النظر في استخدام
السيارات لنقل الأفراد داخل المدن. و عموما رغم وجود مصادر أخرى للتلوث في
المدن الكبرى كالنفايات التي يحمله الهواء من الصناعة فإن نواتج السيارات
هي المصدر الرئيسي للتلوث إذا تشكل ثلثي التلوث في المدن الكبرى
5-مشكلة
التخلص من الفضلات:يمكن الاستفادة من فضلات المدينة بتحويلها إلى أسمدة
غنية بالمواد العضوية و عملية تحويل الفضلات المنزلية إلى سماد تنتج ما بين
40-50 كيلو غرام تقريبا من كل 100 كيلو غرام من الفضلات و كانت عملية
التخلص من مياه المجاري في المدن بسيطة حتى منتصف القرن18 فقد كانت هذه
المياه تنزح مباشرة إلى الشوارع ثم تزال و تدفن في ضواحي المدن و لكن
بزيادة حجم المدن إبان الثورة الصناعية أصبحت تلك الوسيلة سببا في انتشار
الأمراض مما أدى إلى استخدام العربات لنزح مياه المجاري و التخلص منها.
6-مخلفات
المدينة (القمامة):تواجه المدينة مشكلة التخلص من مخلفاتها بطرق سليمة إذ
تلجأ بعض الدول إلى تجميع مخلفاتها و صرفها أو تحويل جزء منه إلى أسمدة
عضوية للاستفادة منها في الزراعة كما تتخلص مدن أخرى مثل: شيكاغوا بإلقاء
جزء من مخلفاتها في بحيرة متشيفان و المحيط الأطلسي و استغلالها في تجفيف
أجزاء ساحلية لإنشاء طرق للسيارات إلا أن المدن الصناعية تجد صعوبات شديدة
في التخلص من مخلفات المناجم التي تبدو كأكوام عالية بجوار المدينة و إن
كانت بعض البلديات في تلك المدن قد لجأت إلى سياسة التشجير لهذه الأكوام أو
تسويتها و استغلالها في إقامة المنشآت و المساكن. و لعل من أبرز مظاهر
مخلفات المدن ما يعرف بمقابر السيارات التي تخلص منها أصحابها.و قد عملت
بعض على تحويلها إلى التقليل من أحجام هذه السيارات بضغطها و استخدامها في
بعض الأغراض الصناعية و كذلك مخلفات البلاستيك أصبح تهديدا متزايدا و إن
كانت بعض مواده يعاد تصنيعها.