لقد رأيت أننا قريبون جدا من مرحلة التسجيل في مختلف معاهد و جامعات الوطن
و كما يعلم الجميع بأن الطالب الجديد المقبل على أخذ القرار الأخير في اختيار ما يناسبه في دراسته الجامعية يعاني التردد في الاختيار و التقرير
و ذلك راجع لعدة اسباب من أبرزها هو عدم المعرفة المسبقة بما هو مقبل عليه
لذا أردت على الاقل في ما يخص مجال تخصصي أن أضع موضوع يعرف عن
معهد التسيير و التقنيات الحضرية
راجيا من الله عز وجل أن يفيد الكثير من طلبتنا الجدد
[center]
يعد معهد التسيير و التقنيات الحضرية من أحدث المعاهد و أهمها في الجامعات الجزائرية
حيث تخرجت أول دفعة منه سنة 1994 من جامعة المسيلة ، و يعد هذا المعهد الوحيد على المستوى الإفريقي ، ويؤطر مهندسين عمرانيين على المدايين القصير و الطويل ، فالقصير لا تزيد مدة الدراسة فيه عن ثلاث سنوات ، أما الطويل فمدة الدراسة فيه هي خمس سنوات
و يتعلق التكوين بهذا المعهد بدراسة المدن بكل أنواعها القيمة و الحديثة و الإسلامية و الأوروبية .......إلخ
فالمدن الأوروبية تختلف عن غيرها من المدن في الطراز و كيفية الإنشاء و التصميم للواجهات العمرانية ، وكذا تصميم الساحات الخضراء و الشوارع التي تسهل عملية الإنتقال و الحركة بين الكتل العمرانية و المرافق التنوعة ، فالبناء العمراني يعتمد أساسا على كيفية التوفير و التنسيق للمنشآت وفقا للمتطلبات و الإمكانات البرشرية و المادية المتوفرة و التي تحدد طبيعة و كيفية التكوين للمدينة العمرانية
وكذالك بالنسبة للمدن الإسلامية و التي تعد من أهم المدن عبر التاريخ البشري ، نظرا لما تهتم به من حفاظ للدين والمكتسبات و القيم التي تميز الغرد المسلم ، فالمدينة الإسلامية هي ترجمة لما يحث عليه الدين الإسلامي ، والعادات المتوارثة ، إذ أن المدينة الإسلامية بحكم اهتمامها بعامل الأخلاق و الإهتمام للمرأة المسلمة ، فهو يقسم البنايات و يخطط بناءها وفقا لما لا يتعارض و كرامتها العريقة ، عراقة هذا الدين الحنيف و ما يدعوا إليه من ضرورة للإهتمام بالمرأة و الدعوة إلى صونها من كل عوامل التيه و الإنحراف
إضافة إلى أماكن تواجد المسجد و كيفية بنائه المتميزة ، و التي تعتبر واجهة أساسية للمدينة الإسلامية من حيث الشكل ، وعاملا أساسيا في توثيق العلاقات بين أفراد المجتمع الإسلامي من ناحية ثانية
إن المدينة بكونها مجالا حيويا يحافظ على تواجد الإنسان و استمراريته ، كان بالضرورة الإهتمام بها من حيث كيفيات التخطيط والهيكلة و البناء و التسيير لمواردها المختلفة ، ولذالك وجب الإهتمام بالتكوين الجاد و التقني للمهندسين في هذا الميدان ، وذالك بتوفير المعاهد التقنية المهتمة بهذه العملية ، إذ أن المجتمع الحضري بكونه مجتمعا حديثا و متميزا ، لا يتم نماؤه إلا في خضم شبكة متطورة و متصلة ببعضها البعض بوسائل حضرية ملائمة للمدينة الحضارية الحديثة و المنشودة ، مع الحفاظ على القديم من المكتسبات التي تعتبر عاملا شاهدا على حضارتنا الإسلامية المتميزة