الخدمات
العامة للمواطنين عبر الوسائل الإلكترونية الحديثة تأثير التطور التقني
والمعلوماتي على عمليات صنع واتخاذ القرار ومعالجة القضايا التنموية في
المدن يتطلب مواكبةهذا التطور بمتغيراته المتلاحقة لدفع عجلة التنمية
بالمدن العربية ووضع الخطوط العريضة لسياسات واستراتيجيات
خطط العمل التي تطرح إطارا فعالا للتنمية الشاملة بالمدن العربية بصفة عامة والمدن المصرية بصفة خاصة وتضمنتحقيق تنمية متوازنة بها.
1.2.
مفهوم البلديات الإلكترونية وأهميتها في تنمية المدينة:
يتناول
هذا الجزء مفهوم الحكومة الإلكترونية والبلديات الإلكترونية وي ناقش مدى
أهميتها في تنمية المدينة بصفة عامةوالمدينة العربية بصفة خاصة
.:(Electronic
Government) الحكومة الإلكتروني هي تطوير منظومة العمل الحكومي التقليدي
باستخدام الوسائل الإلكترونية الحديثة لتقديم الخدمات الحكومية من خلال
قنوات متعددةتيسر الأداء وتجع له أكثر كفاء ة من خلال توفير الوقت
والجهدوالتكلفة، حيث يتم تحول النظام الحكو مي من النظام التقليدي إلى
الإلكتروني في ثلاثة مراحل كما يظهر بشكل ( ١) كالتالي:
المرحلة الأولى
: مرحلة الميلاد (الحاسب الآلي ): تختص
هذه المرحلة بتطوير أنظمة العمل الإداري من خلال تطبيقات برامج الحاسب
الآلي التي تساعد الموظف في إنجاز أعماله بكفاءة وسرعة بما يعود بذات النفع
على المواطن.
المرحلة الثانية
: مرحلة التصعيد (أنظمة المعلومات ): تختص هذه المرحلة بتقديم بعض الخدمات الحكومية عن بعد عبر مختلف الأجهزة مثل الهاتف وغيره، من خلال أنظمة المعلومات.
المرحلة الثالثة
: مرحلة الذروة (الإنترنت ):
تختص بتفعيل أداء الحكومة من خلال الفضاء الإلكتروني، سواء أداء الموظفين
لأعمالهم عن بعد بمختلف الإدارات الحكومية ، أو اتصال المواطن بهذه
الإدارات عن بعد من خلال الإنترنت لأداء الخدمات بشكل متكامل عن بعد من أي
مكان وفي أي زمان
البلدية الإلكترونية
Electronic Municipality
هي
البلدية التي تستخدم وسائل تقنية الاتصالات والمعلومات للتعامل مع كافة
المرتبطين بها من مواطنين وقطاع تجاري (ICTs) وموظفين ودوائر حكومية أخرى
كم ا يظهر بشكل ، بما يضمن
أداء أعمال البلدية بشفافية وكفاءة
واقتصاد وسرعة حيث أن استخدام الأدوات والخدمات ا لتقنية المختلفة صار
عنصرا ضروريا هاما في كافة وظائف الإدارات المحلية في العصر الحديث
يمكن
توضيح المتعاملون مع البلديات الإلكترونية والخدمات البلدية المختلفة التي
تقدم لكل منه م في إطار منظومة الحكومة الإلكترونيةكما يلي:
• خدمات المواطنين (Government to Citizen) (G2C)
تعني
بتقديم كافة نوعيات الخدمات الحكومية للمواطنين إلكترونيا، حيث يخصص رقم
سري مؤمن لكل فرد يمكنه من خلاله أداء الخدمات المختلفة، مثل الوثائق
المدنية وتراخيص البن اء وغيرها، وذلك من أي مكان وفي أي وقت عبر شبكات
الاتصالات المختلفة وعلى رأسها شبكة الإنترنت.
• خدمات القطاع الحكومي (Government to Government) (G2G)
تعني
بتبادل المعلومات والمراسلات بين الإدارات الحكومية بمختلف نوعياتها
ومستوياتها، حيث يسمح النظام لجميع الجهات المتشاركة في موضوع معين برؤية
كافة المعلومات الخاصة به وأي تحديث يلحق بها، مع إعطاء حق التعديل لكل جهة
في مجال اختصاصها، بحيث تتشارك الإدارات المختلفة في اتخاذ القرارات
بطريقة سريعة منظمة دونتضارب.
• خدمات الموظفين (Government to Employees) (G2E)
تعني
بالمعاملات بين الإدارات الحكومية المختلفة وبين موظفيها المتعددين الذين
قد يتلقوا تعليماتهم في أي وقت ومن أي مكان لإطلاعهم أولا بأول على كل ما
يستجد من أعمال مطلوبة وخلافه، و بخاصة في الحالات العاجلة مثل حالات
الطوارئ وغيرها، حيث يسمح النظام بإجراء جميع أنواع المعاملات، لتتم
إلكترونيا في كافة مراحلها.
• خدمات القطاع التجاري (Government to Business) (G2B)
تعني
بالمعاملات بين الإدارات الحكومية المختلفة و بين الشركات ا لمتعددة التي
إما تسوق منتجاتها و خدماتها المختلفة مثل التوريدات والمقاولات وغيرها،
وإما ترغب في الا نتفاع بخدمات معينة تقدمها الجهات الحكومية مثل طرح
مزايدات وغيرها، حيث يسمح النظام بإجراء جميع أنواع تلك المعاملات
التجارية، لتتم إلكترونيا في كافة مراحلها. أكدت العديد من الدراسات على
أهمية دور التقنية في تنمية المدينة العربية من خلال العمل على تحولها إلى
مدينة
معرفة بصورة فعالة تحقق التنمية المنشودة لها، وحددت عشرة عناصر يجب توافرها لتحقيق ذلك وهي:
•
إدراك الحاجة الملحة للتغيير الحقيقي نحو مجتمع المعرفة.
•
حرية تداول البيانات والمعلومات وديموقراطية المعرفة والشراكة المعرفية.
•
تطوير فكر المجتمع العربي بتشجيع ثقافة الابتكار وإنتاج ونشر المعرفة والتعلم المستمر.
•
تطوير الفكر القيادي والهياكل التنظيمية بالمدينة العربية لتستجيب سريعا للمتغيرات المختلفة.
•
تطوير البنية التحتية المعلوماتية بالمدينة العربية من شبكات اتصالات سلكية ولاسلكية.
•
تعزيز الإمكانيات البشرية والمادية والتقنية بالمدينة العربية بما يجذب الاستثمارات.
•
استقلال نسبي للإدارة المحلية للمدينة عن السلطة المركزية للدولة مع التنسيق معها.
•
التعاون البناء للإدارات المحلية مع المواطنين والجمعيات الأهلية لتعزيز بناء القدرات المعرفية.
•
الاهتمام بالخدمات المقدمة للمواطنين بما يلبي احتياجاتهم ويحل مشكلاتهم المختلفة.
• تطوير دور التخطيط العمراني بدمجه في منظومة إدارة المعرفة بالمدينة العربية.
بالنظر
إلى العناصر السابقة يتضح أن لبلدية المدينة دورا كبيرا في تحقيق التنمية
المنشودة للمدينة من خلال اختصاصها المباشر في العناصر الأربعة الأخيرة بما
يتيح لها مرونة في التعامل مع المتغيرات وفقا لطبيعة المشاكل المحلية
ورؤية البلدية في التعامل معه ا، و تعزيز بناء القدرات المعرفية نتيجة
إمكانية الاتصال المتبادل المباشر بين الإدارات المحلية وبين المواطنين
والجمعيات الأهلية ، والاهتمام بتطوير الخدمات التقليدية وحل المشكلات
الأساسية للمواطن جنبا إلى جنب مع تقديم الخدمات الإلكترونية الحديثة له
بما يحفز المواطنين على المشاركة بفاعلية أكثر في اتخاذ القرار، وتطوير دور
التخطيط العمراني بدمجه في منظومة الإدارة المحلية بالمدينة من خلال النظم
الإلكتر ونية الحديثة م ثل نظم المعلومات الجغرافية
.
كما أن
لبلدية المدينة دورا كبيرا في تحقيق التنمية المنشودة للمدينة من خلال
العناصر الستة الأولى من خلال المساهمة في إدراك الحاجة الملحة للتغيير،
وحرية تداول المعلومات، وتطوير ونشر ثقافة المعرفة، وتطوير الفكر القي ادي
والهياكل التنظيمية بالمدينة، وتطوير البنية المعلوماتية، و تعزيز
الإمكانيات البشرية والمادية وال تقنية بالمدينة بما يجذب الاستثمارات، حيث
يتحقق ذلك بواسطة تطبيق نموذج فعال يحتذى به في الاستغلال المناسب للأنظمة
الإلكترونية لتحقيق العناصر المباشرة السابق ذكر ها بما يساهم في تحقيق
هذه العناصر غير المباشرة باعتبار البلديات هي الجهة الأكثر ارتباطا
بالمواطن وبالتالي الأكبر تأثيرا فيه على المستوى المحلي
.
ساعد انتشار تقنيات الاتصالات
والمعلومات في زيادة وعي المواطنين وأدى لتطلعهم إلى خدمات أفضل، كما
ساهمت تقنيات الاتصالات والمعلومات في جعل المسئولين الحكوميين أكثر
اهتماما بالمواطن حيث أعطتهم أدوات تقنية متعددة تسهل من اتصالهم
بالمواطنين وتلبية رغباتهم أكثر من أي وقت مضى، ومما لا شك فيه أن المدينة
العربية وهي في أمس الحاجة لتحقيق تنمية شاملة حقيقية بها يجب ألا تفوت فرص
استغلال الإمكانيات الهائلة لتقنيات الاتصالات
والمعلومات لتحقيق هذه التنمية المنشودة.
ولكن
هذه الفرص لن تكون سهلة المنال ولن تغير طبيعة أداء العمل الحكومي والحياة
في المدينة بشكل فوري، بل هي عملية تطوير طويلة الأمد تحمل في طياتها
مخاطر وتحديات كبيرة
. ويجب أن يصاحبها تطوير إداري وثقافي شامل لتحقق
المأمول منها، وهو ما يحتاج إلى الكثير من الجهود من مختلف الجهات الرسمية
والأهلية لخوض غمار تحديات العصر الجديد وصعوباته مع الحفاظ على الهوية
وعدم الانفصال عن الواقع المحلي، من هنا يقع العبء الأكبر على البلديات
التي يجب أن تتطور وفق تلك المتغيرات لمواجهة ا لمعوقات المختلفة التي
تواجه عمليات التنمية في المدينة
العربية .