Admin المدير
عدد المساهمات : 1955 تاريخ التسجيل : 09/11/2012 العمر : 33 الموقع : https://khenchelauniv.roo7.biz/
| موضوع: معنى النوء عند العرب الأحد نوفمبر 18, 2012 4:06 pm | |
|
معنى النَّوء سقوط النجم منها في المغرب مع الفجر،وطلوع آخر يقابله من ساعته في المشرق. [size=21]وسقوط كل نجم منها في ثلاثة عشر يوما، خلا الجبهة، فإن لها أربعة عشر يوما. فيكون انقضاء سقوط الثمانية والعشرين مع انقضاء السنة. ثم يرجع الأمر إلى النجم الأول في ابتداء السنة المقبلة. وكانت العرب تقول لابدّ لكل كوكب من مطر، أو ريح، أو بَرد، أو حَرّ، فينسبون ذلك إلى النجم.وإذا مضت مدة النوء، ولم يكن فيها مطر، قيل: خوي نجم كذا، وأخوي. واختلفوا في ذي النوء من النجمين. فقال بعضهم: هو الطالع لأنه إذا طلع، ناء أي (مال) بثقل طلوع. ناء، أي طلع. كما يقال ناء بحمله، إذا نهض به وقد أثقله. واحتجّ بقول الله عز وجل: (ما إنّ مَفاتِحَهُ لَتَنوءُ بالعُصبةِ أولى القوة). قال أراد لتنوء بها العصبة فَقَلبَ أي تنهض بها وهي مثقَلة. وهو قول أبيعبيده. وهذا قول قد بيّنتُ فساده في كتابي المُؤلّف في (تأويل مشكل القرآن -). وقال آخر: هو النجم الغارب. وهذا أعجب إليّ،والشاهد عليه أكثر. وإنما قيل ناء إذا سقط، لأنه يميل. والميل هو النوء ومعنى قول الله عزّ وجلّ: (لتَنوءُ بالعُصبة) أي لتميل بها من ثقلها. قالالراجز:
حتى إذا ما التأمتْ مفاصلُه = وناء في شِقّ الشّمِال كاهلُهْ
أي مال كاهله في شِقّ الشمال لما انحنى على القوس. ويدل على أن النوءَ الساقُط، قولُ ذي الرمّة يصف مطرا:
[center]أصاب الأرض مُنقَمَسَ الثريا = بساحيةٍ وأتبعها طِلالا
و (منقمس الثريا) غروبها. يقال قمس في الماء، إذا غاص فيه. و (الساحية) مطر (ة) شديدة الوقع تسحو الأرض، أي تقشر وجهها، كما تسحو القرطاس إذا قشرته. وكذلك قوله أيضا:
جَدًاٍ قضّةَ الآساد وارتَجست له = بنوء السماكين الغيوثُ الروايحُ
و (الجدا) المطر العام الغزير. وقوله (قِضّة الآساد) يريد سقوط نجم الأسد، فجعلها آسادا، ونسب المطر إلى مغيبها. وقال الراعي:
إذا لم يكن رِسلٌ يَعود عليهمُ = مَرَينا لهم بالشوحط المتقوّبِ بقايا الذرى حتى تعود عليهمُ = عَزالى سحابٍ في اغتماسة كوكب
أي حتى تمطروا في سقوط كوكب. و (الشوحط المتقوب) يعني القِداح التي يضرب بها. وقد بينت هذا في (كتاب الميسر). واختلفوا أيضا في قدر مدة النوء. فقال بعضهم: إذا سقط النجم فما بين سقوطه إلى سقوط التالي له،هو نوؤه. وذلك ثلثة عشر يوما على ما بّينت. فكل ما كان في هذه الثلثة عشر يوما من مطر أو ريح أو حر أو برد، فهو في نوء ذلك النجم الساقط. فإذا سقط بعده التالي له، نسب ما كان بعده إلى انقضاء ثلثة عشر يوما إلى نوئه. وقال آخرون: بل لكل نجم من هذه الثمانية والعشرين وقت لنوئه من الثلثة عشر يوما. فما كان في ذلك الوقت، نسب إلى النجم. وما كان بعد مضي ذلك الوقت في الثلاثة عشر يوما، لم ينسب إليه. وأنا مبّين ما حدّوه في أوقات أنواء الكواكب عند تسميتي منازل القمر ووصفي لها إن شاء الله. وهذا القول أعجب إليّ من الأول لقول الكميت:
تصل النتاجَ إلى اللقاح مزّية = لخُفوق كوكبها وإن لم تخفقِ
و (خفوق الكوكب)، سقوطه. فأخبرك أنها تمطر بالنوء وبغير النوء. وفي هذا البيت أيضا دليل على إن النوء منسوب إلى الساقط، لا إلى الطالع. وكان ابن كناسة يقول: إذا سقط نجم مع الصبح، ذهب نوؤه، يذهب إلى أن مدة النوء تكون قبل سقوطه. | |
|